ثمّة سرد لا يُنسى في الروح الثائرة التي تملأ أرجاء المقاومة وتزهر من تربتها أسماء تحفر في ذاكرة الزمان، سرد عن شهداء سطّروا بدمائهم أعظم حكايات البطولة والتضحية.
فجر يوم الخميس التاسع من فبراير/ شباط 2017، دوّى صدى مجزرة دمويّة فاجعة ستظلّ خالدة في الوجدان، حيث ارتقى القياديّ الميدانيّ «رضا الغسرة» ورفيقاه المقاومان «محمود يوسف ومصطفى يوسف عبد علي» على يد الكيان الخليفيّ المجرم بدعم بريطانيّ لئيم.
رضا الغسرة، الشهيد القائد، كان له بالغ الأثر في توجيه ضربات موجعة لأسوار سجون الظلم الخليفيّة، ما جعله الشوكة التي لا تُستأصل في حلق آل خليفة؛ فقد كان هروبه الأخير في الأوّل من يناير/ كانون الثاني 2017 مع تسعة من رفاقه من سجن جوّ المنيع إعلان تحدٍّ جديد، وجرحًا عميقًا في كبرياء الظلم والطغيان.
لم يتوانَ الكيان الخليفيّ المدعوم من قوى استعماريّة بعد تلك الحادثة عن تنفيذ وحشيّته وجريمته الآثمة بالتصفية الجسديّة و«الإعدام الميدانيّ» في عرض البحر، لا لشيء إلّا لإسكات صوت المقاومة والعزيمة التي لا تلين.
ولم يكتفِ بذلك بل أضاف إلى جريمته جريمة أخرى، حيث احتجز جثامين الشهداء، محرومة من وداعها الأخير، ودفنها قسرًا في الثاني عشر من فبراير/ شباط بعيدًا من أعين أحبّائهم وذويهم.
هذا الحدث لم يكن إلّا شاهدًا على بسالة هؤلاء الشهداء، ودلالة قاطعة على ظلم الكيان الخليفيّ وبربريّته.
يُذكر الشهيد رضا الغسرة ورفيقيه الأبرار كرموز للتضحية في سبيل الحريّة والكرامة، حاملين مشعل الحقّ في وجه الباطل. إنّ هذه الدماء الزكية التي سالت في سبيل القضيّة العادلة ستظلّ نبراسًا يضيء درب الأحرار، ويؤجّج في القلوب نار الثورة ضدّ الظلم والعدوان حتى تتحقّق العدالة والسلام.