موسى عبد الله موسى جعفر» الشاب الذي وُلد في أكتوبر/ تشرين الأوّل 1993 ونشأ في أزقّة كرّانة، أصبح رمزًا للقصّة المأساويّة التي يختبرها مئات الضحايا تحت وطأة العدالة المشكوك فيها.
في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان عام 2016، جُرّد من حريّته وهو في ربيع عمره، إذ كان قد صدر عليه في الأول من فبراير/ شباط من العام نفسه حكم ينتهك أبسط مبادئ العدالة والإنسانيّة: الإعدام مع السجن لمدّة 61 عامًا.
تتجلّى في قصّته أخطاء فادحة، منها اللغز المحيّر في التواريخ التي لا تُضاف إلى العقلانيّة أو المنطق. حاليًا، يقبع موسى في زنازين سجن جوّ المركزي، محتجزًا في مبنى العزل رقم 1، بعيدًا من العالم الخارجيّ، لكن ليس بعيدًا عن ذكرى الحريّة والعدالة.
في عالم باتت فيه حقوق الإنسان شعارًا يرفع عاليًا في المحافل الدوليّة، لا يمكن أن يتُرك مصير موسى ليضيع في ظلمات النسيان. إنّه لضرورة مُلحّة وقضيّة عدالة أن يُعلّق تنفيذ عقوبة الإعدام الجائرة هذه التي تشكّل خرقًا صارخًا لحقّه في الحياة، وأن تُلغى إدانته التي تنمّ عن خطأ فادح وظلم لا يُحتمل.
ينبغي الإفراج الفوريّ عن موسى بدون قيد أو شرط، لينبض قلب العدالة من جديد، ولتُعلا صيحات الحريّة فوق جدران الظلم القاهرة. هذا ليس مجرّد دعوة إلى إنقاذ حياة إنسان، بل هو نداء ثوريّ لإحياء الحقّ والعدل في أرض عطشى لرحمة الإنسانيّة.