نعى الناطق باسم كتائب القسّام «أبو عبيدة» ثلّة من المجاهدين الكبار والقادة الأبطال من أعضاء المجلس العسكريّ العام لكتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، وهم: قائد هيئة أركان كتائب القسّام «محمد الضيف (أبو خالد)»، ونائبه «مروان عيسى (أبو البراء)»، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتاليّة «غازي أبو طماعة (أبو موسى)»، وقائد ركن القوى البشريّة «رائد ثابت (أبو محمد)»، وقائد لواء خان يونس «رافع سلامة (أبو محمد)»، وسبق إعلان استشهاد القائدين «أحمد الغندور (أبو أنس) وأيمن نوفل (أبو أحمد).
وأوضح أبو عبيدة أنّ هذا الإعلان جاء بعد استكمال كلّ الإجراءات اللازمة والتعامل مع كلّ المحاذير الأمنيّة التي تفرضها ظروف المعركة والميدان، وبعد إجراء التحقّق اللازم واتخاذ كافة التدابير ذات الصلة.
وقال إنّ جميع هؤلاء الرجال العظماء استشهدوا مقبلين غير مدبرين في خضم معركة طوفان الأقصى، في مواطن الشرف والبطولة والعطاء، بين غرف عمليّات القيادة أو الاشتباك المباشر مع قوّات العدو في الميدان، أو في حال تفقّد صفوف المجاهدين وتنظيم سير المعركة وإدارة القتال، وقد حقّقوا مرادهم بالشهادة في سبيل الله، التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة بالعمل في سبيل الله، ثمّ في سبيل حريّتهم ومقدّساتهم وأرضهم، وقُتلوا في سبيل ذلك في أعظم معركة عرفها شعب فلسطين في تاريخه، ومن أجل أقدس قضيّة على وجه الأرض، وعلى يد أرذل خلق الله وأبغضهم إليه وإلى عباده. وانتصروا عندما ألهموا الملايين من أبناء الشعب والأمّة ليحملوا الراية معهم ومن بعدهم.
وأكّد أبو عبيدة أنّ استشهاد القادة الكبار لم يفتَّ في عضد كتائب القسّام والمقاومة ولن يفتّ، إذ إنّه بعد استشهاد كلٍّ منهم على مدار هذه المعركة لم تزدَد عزائم المجاهدين إلّا صلابةً، وازدادت المعارك ضراوةً واحتدامًا، واستبسل المجاهدون أكثر، وأثخنوا في العدو أكثر وأكثر، وازدادت دافعيّتهم للقتال بشكل غير مسبوق، شاهده كل العالم، ولا يزالون على العهد والقَسَم، وهو ما لا يفهمه العدو المتغطرس، لأنّ المقاومة تقاتل بفضل الله عن عقيدةٍ وقضيّة، فالقائد يخلفه قادةٌ كُثُر، والشهيد يخلفه ألفُ شهيد، مشدّدًا على أنّ منظومة كتائب القسّام لم يصبها الفراغ القيادي ولا لساعة واحدة على مدار معركة طوفان الأقصى، وهذا ما أثبتته وقائع الميدان حتى آخر لحظات المواجهة والقتال.