اكتفت الدول العربيّة بلعب دور “الممثّل الفاشل” في مسلسل التواطؤ الغربيّ والدعم الأمريكيّ للعدو الصهيونيّ، فلم تتحرّك هذه الدول حتى الأجنبيّة والجهات المؤثرة بشكل حقيقي لردع الصهاينة عن التمادي في عدوانهم، باستثناء بعض التحرّكات القانونيّة والقضائيّة من محكمة العدل الدوليّة والمحكمة الجنائيّة الدوليّة، ومحاولات ملاحقة بعض قادة العدو، إضافة إلى تظاهرات خرجت في بعض الدول الغربيّة والعربيّة ولا سيّما في بداية العدوان.
وأكّد مراقبون أنّ العالم كلّه شاهد مدى الفظائع التي ارتكبها العدو، حيث لم يوفر أي شيء من عدوانه، وارتكب كلّ ما يستطيع من انتهاكات، فمن جرائم العدوان والإبادة إلى جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية، فالعدو كما قتل الإنسان، دمّر البنى التحتية وهدم المنازل والصروح التعليميّة والمؤسّسات الصحيّة، وانتهك حرمة دور العبادة من مساجد وكنائس، ونكّل بالمرضى والشيوخ والنساء، ولاحق الأطفال إلى الخيم ليحرقهم بأبشع الطرق.
يبقى أنّ من وقف وصمد ودعم الشعب الفلسطيني هو إنسانيّة الأحرار حول العالم، والمقاومة بدولها وشعوبها وحركاتها وفصائلها، فمع سكوت العالم كلّه وانبطاحه أمام العدو ومن يدعمه، وقف هؤلاء الأحرار، وفي مقدمتهم محور المقاومة بكل ما فيه، رافعين الصوت ضدّ الظلم، وقدّموا التضحيات الجسام وخيرة القادة على طريق القدس، ولم يتراجعوا حتى حققت غزّة ومقاومتها وأهلها النصر الكبير.