قال قائد الثورة الإسلاميّة السيّد علي الخامنئي إنّ خطة أمريكا للسيطرة على الدول هي أحد أمرين؛ إمّا خلق الاستبداد أو إثارة الفوضى.
ولفت سماحته خلال لقائه حشدًا من قرّاء مدائح ومراثي أهل البيت (ع)، يوم الأحد 22 ديسمبر/ كانون الأوّل 2024 بمناسبة ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزهراء (ع)، إلى أنّ أمريكا وحلفاءها هم من خلقوا الفوضى في سورية والآن يتوهّمون بأنّهم انتصروا، مؤكّدًا أنّ من يكرّر أنّ إيران خسرت قوّاتها بالنيابة مخطئ، لأنّها لا تمتلك قوّات بالنيابة من الأصل.
وأضاف أنّ عنصرًا أمريكيًّا لمح إلى أنّ الأمريكيّين يساعدون من سيقوم بأعمال الشغب في إيران، ولكنّ «هؤلاء الحمقى» مخطئون لأنّ الشعب الإيرانيّ سوف يسحق كلّ من أراد أن يقبل بأن يصبح مرتزقة لأمريكا.
واستشرف السيّد الخامنئي أن تؤدي الأحداث في سورية إلى ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء، لأن ليس لدى الشباب السوريّ ما يخسره، وما عليه فعله هو الوقوف بكلّ قوّة وإصرار لمواجهة من صمّم هذا الانفلات الأمنيّ ومن نفّذه، وبالتأكيد فإنّ مستقبل المنطقة سيكون أفضل من واقعها الحالي، مشيرًا إلى جهود الأعداء في خلق الخوف والتفرقة واليأس في المجتمع، وأنّ صفة أتباع الشيطان هي المبالغة والكذب، والحلّ هو تبيين الحقائق وتقديم المنطق المقبول في هذا الخصوص.
وأكّد سماحته أنّ الكيان الصهيونيّ لم يستطع تحقيق أهدافه بالقضاء على حركة حماس وحزب الله، وأنّ شعوب المنطقة الحرّة ستعمل على القضاء على هذا الكيان البشع وخلق غد أفضل للمنطقة.
وذكر مجدّدًا أنّ مجموعة مثيرة للقلق وبمساعدة حكومات أجنبيّة وتخطيط منها، تمكّنت من استغلال نقاط الضعف الداخليّة في سورية وجرّها إلى الفوضى.
وعن المستجدات في المنطقة، تساءل سماحته عن الانتصار الصهيونيّ المزعوم والمبالغ فيه، قائلًا: «أيّها البائسون أين انتصرتم؟ هل يعتبر انتصارًا قتل 40 ألف امرأة وطفل بالقنابل وبالمقابل فشل تحقيق ولو هدف واحد من أهدافكم المعلنة في بداية الحرب؟ هل دمرتم حماس وأطلقتم سراح أسراكم في غزة؟ هل تمكنتم من تدمير حزب الله اللبناني رغم استشهاد شخصيّة عظيمة مثل السيّد حسن نصر الله»؟
ونوّه إلى أنّ المقاومة في المنطقة، بما فيها حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، ما زالت نشطة وآخذة بالتوسع، ورأى أنّ سبب تقدّم الصهاينة في سورية واحتلال أراضيها بهذه السهولة عدم وجود مقاومة هناك ولو حتى جندي واحد يواجههم، معتبرًا هذا الأمر ليس انتصارًا للصهاينة، ومؤكّدًا أنّ الشباب السوري الغيور والشجاع سيطردهم من هناك لاحقًا.
وشدّد سماحته على أنّ ثمّة حقائق ملموسة ومجرّبة تؤكد صلابة المقاومة وقوّتها بعد مواجهة الأزمات التي عصفت بها، كما حصل لحزب الله اللبنانيّ الذي نهض من قلب التهديدات والانفلات الأمنيّ في الثمانينيّات، وأصبح أكثر قوّة واقتدارًا، وهذا هو حال المقاومة اليوم أيضًا.