ترفع قوى المعارضة الوطنيّة في البحرين، بمناسبة «عيد الشهداء»، أزكى عبارات العرفان إلى الكوكبةِ المنيرة من الشّهداء الأبرار الذين ضخّوا روحَ الفداء والعزّة، فكانوا منارةً خالدة لكلّ أبناء هذا الشعب الذين بفضلهم يزداد أملًا وعملًا من أجل بناء وطنٍ عزيز يتّسعُ للجميع.
وتمرّ ذكرى هذا العام وهي تسجّل شهيدًا جديدًا في دربّ الحقّ، حيث شيّع شعبُنا في السّادس من ديسمبر الجاري المعتقل السّياسيّ «حسين أمان» بعد تعرّضه لانتكاسة صحيّة وتباطؤ إدارة السجن في إسعافه، ليكون شاهدًا آخر على الإهمال الطبّي في السّجون، وهو ما يُجدّد المخاوف الجديّة من سياسة الإعدام البطيء التي يتعرّض لها أحبّتنا السّجناء، ويثبّت ضرورة التّضامن مع احتجاجاتهم لانتزاع حقّهم الفوريّ في الحريّة ومن دون قيود أو شروط.
وبهذه المناسبة نسجّل في قوى المعارضة الوطنيّة في البحرين المواقف الآتية:
1- في ذكرى «عيد الشهداء» نؤكّد أنّ المسيرة التي روتها هذه التّضحياتُ المجيدة – على مدى تاريخ النضال الوطني الطّويل – ستبقى ماضيةً راسخة حتى تحقيق الأهداف التي أُريقت من أجلها دماء أبناء البحرين، ولن يُساوِر هذه المسيرة الشّعبية التراجعُ أو الاستسلام مهما تعنّتت السّلطة الجائرة، وزادت من سياسةِ الانتقام الأمنيّ والقمع السّياسيّ والاضطهاد الدّينيّ، وهذا عهدُ الشّهداء الذي نؤكّد الالتزام القويّ به، ونحن اليوم أكثر قناعة بهذا الدّرب الوطنيّ الذي يعضّده صمودُ شعبنا ورموز الثورة الرّهائن الصّابرين داخل السّجون المظلمة.
2- اختارت قوى المعارضة هذا العام شعار «شهداؤنا هويّتنا» ترسيخًا للهويّة الوطنيّة الجامعة والأصيلة التي جسّدها المواطنون على مدى عقود، وهم يخرجون في الميادين كافّة دفاعًا عن عقيدتهم وحرّيتهم، ولم يبخلوا من أجل هذه الهويّة في تقديم التّضحيات من الشّهداء والجرحى والسّجناء والمهجّرين. إنّ عطاء الدّم هو عنوانُ الهويّة المتجذّرة لشعبنا، والتي تحاربها السّلطة من خلال فرض هويّة مزيّفة لا تمتّ بصلة لقيم شعبنا وتاريخه العريق، حيث أحلّت هذه السّلطة العبوديّة مكان الحريّة، والتحلّل الأخلاقيّ مكان الالتزام بقيم الدّين، والتّبعيّة لقوى الاستعمار مكان السّيادة والاستقلال.
3- إنّ إحياء «عيد الشهداء» هو تذكير بجرائم القتلةِ والجلّادين الذين نالوا الحماية من السّلطة عبر مرسوم (56) سيّئ الصّيت لسنة 2002 الذي منحَ مرتكبي الانتهاكات الحصانةَ من المحاكمة العادلة. وقد داومت السّلطةُ على نهج الإفلات من العقاب من خلال تكريم ضبّاط متّهمين بارتكاب القتل والانتهاكات، وأتبعت ذلك بالاستهتار بدماءِ الشّهداء، ثمّ زادت من عدائها للوطن وشهدائه بمحاربةِ إحياء ذكراهم المجيدة والتّشويش على عيدهم السنويّ؛ عبر تخصيصها يومًا رسميًّا للاحتفال بعساكرها القتلى في البحرين واليمن وأغلبهم من المرتزقة الأجانب، وتوفير برامج ضخمة لهذا الغرض تُموّل من ميزانيّة الدّولة دون حساب.
4- نؤكّد حقّ عوائل الشّهداء وضحايا التّعذيب في القصاص العادل من القتلة والجلّادين، وما يتبعُ ذلك من تعويضٍ معنويّ وماديّ. وإذا كانت السّلطةُ فاقدةً للشّرعيّة ولا تتوفّر فيها أدنى درجات العدل؛ فإنّ ذلك لن يُسْقِط حقّ ملاحقة القتلة والجلّادين، فهو حقٌّ قائمٌ وغير قابلٍ للتّنازل أو التّساقط مع الزّمن، ولا يلغيه انعدامُ القضاء النزيه وتغوّلُ الاستبداد في بلادنا. إنّ النّضال من أجل العدالةِ لشهدائنا هو جزء من المسؤوليّة التي لن نتخلّى عنها عبر ملاحقة مرتكبي جرائم القتلِ والاضطهاد الدّينيّ في كلّ مكان، وليس قرار اعتقالِ المجرم «نتنياهو» من المحكمة الجنائيّة الدّوليّة ببعيدٍ عن أمثالهم من سفّاكي الدّماء ومنتهكي الأعراض والمقدّسات.
5- نجدّد عهدنا ووفاءنا لشهدائنا الأبرار على أن نواصل إحياء ذكراهم العطرة والحفاظ على هويّة الوطن التي دافعوا عنها بأغلى ما يملكون، وسنكون ثابتين على هدف إقامة دولةٍ ديمقراطيّة يحكمها دستور يمثّل إرادة شعب البحرين، وبما يلبّي أهدافه الوطنيّة وتطلّعاته، وسنبقى مع شعبنا ورموزنا وقيادتنا الحكيمة على هذا الطّريق، لا ترهبنا التّهديداتُ ولا تخدعنا الحلولُ المسمومة.
قوى المعارضة في البحرين:
– جمعيّة الوفاق الوطني الإسلاميّة
– حركة أحرار البحرين الإسلاميّة
– تيّار الوفاء الإسلاميّ
– ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
– حركة الحريّات والديمقراطيّة (حقّ)
الإثنين 16 ديسمبر/ كانون الأوّل 2024م