يُسلّط الضوء مجدّدًا، في اليوم العالميّ لمكافحة الفساد، على صراع البحرين المرير مع جائحة الفساد التي تنخر جسد الدولة، فهي تعاني فسادًا عميقًا ومتجذّرًا يمتدّ من أعلى منصب فيها إلى أدناه، ويشمل كلّ زاوية وكلّ طبقة داخل الهيكل الحكوميّ ومؤسّساته.
لعقود من الزمن، سيطرت طبقة النخبة، وبخاصّة عائلة آل خليفة، على مقدرات دولتنا، ونسجت من مصالحها الشخصيّة قيودًا حديديّة حول أعناق المواطنين. هؤلاء الذين يحتكرون السلطة والثروة، يبذلون قصارى جهدهم لإدامة نظام يغذّي جشعهم على حساب الشعب.
اليوم، يجب ألّا نقف مكتوفي الأيدي، بل يجب أن نجدّد التزامنا بمواجهة هذا الوحش المتغوّل. إنّ الإصلاح السياسيّ الذي ننادي به ليس مجرّد تغيير في الأشخاص، بل هو تحوّل كامل في النظام يضمن حقّ تقرير المصير لكلّ مواطن. إنّ مطالبنا بالشفافية والمساءلة ليست ترفًا سياسيًّا بل هي حقوق أساسيّة يجب أن تضمن لكلّ فرد.
في هذا اليوم، ندعو المواطنين كافّة: نشطاء، سياسيّين، وعامّة الشعب، والمجتمع الدوليّ إلى تجديد التزامهم بمكافحة الفساد. يجب أن نوحّد صفوفنا ونتّحد بصوت واحد يردّد: “كفى!” مطلوب منّا أن نقف جنبًا إلى جنب في هذه المعركة، ليس فقط لغرس بذور التغيير، بل لنشهد نموّها حتى تتجذّر.
الطريق لن تكون سهلة، فالعقبات كثيرة. ولكن، عزمنا على النضال لاستعادة بلادنا يجعل من كلّ تحدٍ فرصة ومن كلّ عثرة درسًا. في اليوم العالميّ لمكافحة الفساد، نشدّ على أيدي بعضنا بعضًا ونشحذ هممنا لتمزيق الستارة التي طالما أخفت الحقائق، ولنكشف للعالم أنّ البحرين تستحق الأفضل.
معًا، متّحدون ومستنيرون بلهيب الحريّة، سنرسم ملامح يوم جديد على وجه البحرين، يوم خالٍ من الفساد ومفعم بالعدل والأمان. نحو ذلك الهدف، نسير بخطى ثابتة، بقلوب جريئة وإيمان راسخ بأنّ بإمكاننا أن نكون صنّاع التغيير.