أقام المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، يوم الأربعاء 30 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2024، وفي سياق حملة «فلسطين ولبنان قضيّتي» التي أطلقها شعب البحرين لمناصرة المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة، وتأكيدًا لمناهضة التطبيع والتصدّي لمشروع «الشرق الأوسط الإسرائيليّ»، الندوة الحواريّة «من البحرين إلى فلسطين ولبنان.. جبهة واحدة في مواجهة حرب الإبادة الصهيونيّة – الأمريكيّة»، وذلك ضمن برنامجه السياسيّ «حديث البحرين».
استضاف البرنامج القياديّ في تيار الوفاء الإسلاميّ «سماحة السيّد مرتضى السندي»، والمعارض البحراني «الأستاذ علي الفايز»، مع مداخلة من والد الشهيد علي الدمستاني «الدكتور إبراهيم الدمستاني»، حيث أدار الأمسية مدير المكتب السياسي لائتلاف 14 فبراير في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي».
وقد بدأ الحوار بمداخلة خاصّة للإعلاميّة الأستاذة «أوجينا دهيني» التي أوجزت الحديث عن الوضع الخاصّ للبنان في ظلّ استمرار العدوان الصهيونيّ، متطرّقة إلى كلمة سماحة الشيخ نعيم قاسم التي رأت أنّها «كانت مفصليّة واستثنائية كونها أوّل كلمة لسماحته بصفته أمينًا عامًا لحزب الله»، حيث «فرض حضوره كحامل لواء المقاومة على خطى الشهيد الأقدس سماحة السيّد حسن نصر الله».
وأكّدت دهيني أنّ الكلمة لا تزال للميدان وهي التي ستغيّر وجه المنطقة، قائلة: «كما كان يكرّر سماحة السيّد الشهيد حسن نصر الله: المقاومون هم من بعد الله الأمل والرهان».
الأستاذ علي الفايز من جهته أكّد في كلمته أنّ «المعركة اليوم هي معركة الإنسانيّة في وجه التوحّش ومعركة الحريّة في وجه الاستعباد»، وأنّ «المشروع في المنطقة يراد منه أن يتسيّد الكيان الصهيونيّ المنطقة اقتصاديًّا وثقافيًّا وسياسيًّا»، وهذا ما تطمح إليه أيضًا دول التطبيع، لهذا «كان تطبيع النظام في البحرين مع الصهاينة بهدف البقاء في السلطة وتوفير الحماية، وهو لم يتردد في ممارسة دوره في الشرق الأوسط الجديد من خلال شنّ حملة اعتقالات لكلّ من يتضامن مع فلسطين ولبنان، ومحاصرة جامع الدراز واعتقال خطيب الجمعة».
وشدّد الفايز على دعوات آية الله الشيخ عيسى قاسم، والتي تضمّنت «إمكانيّة المقاومة السياسيّة في البحرين ورفض تغيير الهويّة الوطنيّة، وكذلك تفعيل المقاومة الاقتصاديّة بالمقاطعة للبضائع الصهيونيّة، والمقاومة الإعلاميّة من ناحية مقاطعة قنوات الفتنة، وتفعيل جهاد التبيين وحقيقة المشروع الصهيوني، هذا إلى جانب المقاومة الثقافيّة برفض الهيمنة على المناهج التعليميّة ورفض إعاقة الممارسات العقائديّة».
بعدها جاءت مداخلة «الدكتور إبراهيم الدمستاني» الذي قال «إنّنا اليوم نستلهم من فلسطين ولبنان العزم والإرادة والمقاومة»، لافتًا إلى «أنّ البحرين سبّاقة في تقديم الشهداء على طريق القدس كالشهيد مزاحم الشتر والشهيد محمد الشاخوري»، كما أكّد أنّ «مناصرة شعب البحرين لفلسطين ولبنان هو من منطلق ثابت وديني» ولا يمكن للإجراءات القمعيّة من النظام في البحرين أن توقف حراك الشعب وتمنع مناصرته لقضايا الأمّة.
وعن حقوق الإنسان، أردف الدمستاني «العدوّ يؤمن بحقوق الإنسان ولكن يكفر بآليات الأمم المتحدة في حفظ الحقوق الإنسان» متسائلًا: «أين حقوق الإنسان عن قتل المدنيّين والنازحين والجرحى والمرضى وحرقهم في خيام النزوح؟»، لهذا فإنّ «مساندة غزّة ولبنان واجبة اليوم لأنّها مواجهة لخطر إسرائيل على كلّ المنطقة، وهو الخطر الذي يراد له الدخول من بوابة غزّة ولبنان ليشمل كلّ شعوب المنطقة بما فيها البحرين».
ورأى السيّد السندي بدوره أنّ السلطة في البحرين تتأثر بالأحداث الإقليميّة بشكل كبير، وهو ما يعكس سلوكها في تصعيدها تارة تجاه شعب البحرين وتارة أخرى في خفضه، وهذا ما يمكن ملاحظته بالتزامن مع «تصعيد العدوان الصهيونيّ في المنطقة»، مضيفًا «لقد ذهب سلوك النظام في البحرين بتصعيده تجاه الشعب إلى مرحلة تذكّرنا بأيام الطوارئ عام 2011، وقمع كلّ من يعبّر عن مجرّد تضامنه مع شعبَي لبنان وفلسطين، ولكن ما بعد عمليّة «الوعد الصادق 2» تراجع النظام في تصعيده وذهب إلى خيار الإفراجات عن المعتقلين المتضامنين مع فلسطين ولبنان، والحديث مجدّدًا من رأس السلطة عن استكمال مشروع السجون المفتوحة وعودة المعتقلين إلى أهاليهم وحياتهم الطبيعيّة».
وأشار السيّد السندي إلى بعض المعلومات حول «إفراج شامل لجميع المعتقلين من بينهم الرموز، باستثناء سماحة الشيخ علي سلمان والأستاذ عبد الوهاب حسين».
أمّا ما يتعلّق بمحور التعليق على دعوات السلطة إلى عقد أوّل مؤتمر حول الهويّة الوطنيّة في البحرين، فقد قال «الأستاذ الفايز» إنّ وطنيّة آل خليفة هويّتها صهيونيّة، و«هي تعني أن تكون عبدًا مطيعًا لهم»، بينما «الوطنيّة الحقيقيّة أن يكون شعب البحرين جزءًا فاعلًا مع قضايا الأمّة ومناصرتها».
بينما ذكر «السيّد السندي» أنّ من «عبث بتاريخ الوطن وثقافته وأمنه وديموغرافيّته هم آل خليفة»، وأكّد أنّ الوطنيّة الحقيقيّة هي الحفاظ على مصلحة الوطن وأمنه وتاريخه وثقافته، وهذا هو معيار تحديد من هو وطنيّ ومن هو غير وطنيّ.
واستدراكًا لمحور تضامن شعب البحرين وفصائله المعارضة مع لبنان وفلسطين، فقد شدّد السيّد السندي على أنّه «لو تتاح لشعب البحرين الفرصة بالمشاركة في جبهات القتال في لبنان وفلسطين لكان أوّل المشاركين»، موجهًا رسالة لآل خليفة بأن «يتداركوا طريقهم قبل فوات الأوان»، حيث إنّ البقاء للشعوب وأما الأنظمة فإلى زوال.
في الختام كانت مداخلة الناشط الحقوقيّ «جعفر يحيى» الذي أكّد أنّ «مسعى آل خليفة لإجبار شعب البحرين على القبول بالتطبيع مع الصهاينة هو حلم إبليس بالجنة».