قالت المبادرة الوطنيّة البحرينيّة لمناهضة التطبيع مع العدوّ الصهيونيّ إنّ في «يوم طوفان الأقصى» الذي تأتي ذكراه الأولى في السابع من أكتوبر عانق أبطال المقاومة الفلسطينية السماء، واقتحموا حصون العدو الصهيوني في مستوطناته المشيّدة على أنقاض المدن والقرى الفلسطينيّة منذ أكثر من 76 عامًا، والتي ارتكب فيها أبشع أنواع المذابح والتطهير العرقي، وشرد أبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج فلسطين وجلب المستوطنين من أصقاع الدنيا ليحتلوا بيوت الأهالي ومزارعهم وأراضيهم.
وأضافت في بيان لها يوم الإثنين 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2024 إنّ «7 أكتوبر» فتح ثغرة كبرى في جدار الاحتلال، وكسرت المقاومة أسطورة الجيش الذي لا يقهر، محققة انتصارًا مكتمل الأركان في يوم واحد تَمَثَّل في تمريغ أنف جيش الاحتلال في الوحل واختراق جميع تحصيناته وسقوط الأسطورة التي حاول بناءها لعقود من الزمن.
وأكّدت أنّ «عملية طوفان الأقصى» شكّلت انتصارًا للمقاومة ونكسة للعدو الصهيوني، حيث أفقدته توازنه فراح يصب جام غضبه على الأطفال والنساء والشيوخ، مرتكبًا حرب إبادة جماعية ومستخدمًا سياسة الأرض المحروقة، فدمر البنى التحتية بما فيها المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والشوارع ومباني الأهالي التي قصفتها طائراته الأمريكية المنشأ على من فيها حتى بلغ عدد الذين استشهدوا قرابة (43 ألف) وجرح نحو (100 ألف) شخص وسوّا بالأرض أكثر من (85) بالمئة من المباني والبيوت، ونحو (90) بالمئة من المزارع، وهجّر نحو مليوني فلسطيني داخل القطاع وفرض حصارًا محكمًا على دخول الغذاء والدواء والمياه والمحروقات، في توحشٍ لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلاً.
وشدّدت المبادرة الوطنيّة البحرينيّة لمناهضة التطبيع على أنّ المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها المقاتلة، وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام، قدّمت أسمى صور البطولة والتضحية دفاعًا عن فلسطين ومسجدها الأقصى وعن شعبها الذي احتضن مقاومته وقدم لها الحماية اللازمة بكل ما يملك مسجلًا صور التلاحم الشعبي الرائعة حيث امتدت شعلة المقاومة إلى الضفة الغربية التي أفقدت العدو صوابه، فأمعن في القتل والحرق والتشريد دون هوادة، في ظل شلل عربي مخزي، وفي ظل شراكة أمريكية غربية مع العدوان الصهيوني عبر تقديم كل أسلحة الدمار والفتك بما فيها المحرمة دوليًا، ودون أي اكتراث لكل المطالبات العالمية بما فيها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التي طالبت بوقف فوري للنار، حيث تمت تغطية وحماية الجرائم الصهيونية بالفيتو الأمريكي بمجلس الأمن الدولي وبحاملات الطائرات والمدمرات والدعم المطلق الذي قدمته ولاتزال تقدمه الإدارة الأمريكية للكيان الغاصب، كما تقدم له الحماية الأمنية والعسكرية والسياسية والديبلوماسية، ضاربة بعرض الحائط مواقف دول العالم التي طالبت بوقف المجازر الوحشية، وقد طال البطش والتعدي والإجرام الصهيوني العديد من الدول العربية وفي مقدمتها لبنان الشقيق الذي يقدم ارواح ابنائه دفاعاً عن شرف الأمة وذوداً عن مقدساتها في فلسطين الحبيبة.
وأكّدت المبادرة، التي ينضوي تحت مظلّتها العديد من مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والجمعيّات السياسيّة، وقوفها الى جانب المقاومة وحاضنتها الشعبية ودعمها اللامحدود لها، داعية الشعب البحريني الأبي إلى استمرار وقوفه إلى جانب المقاومة، من خلال تواصل الدعم المادي والمعنوي والتضامن ومقاطعة المنتجات الصهيونية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان. كما طالبت النظام الخليفيّ بإلغاء اتفاقية التطبيع مع العدو وكل ما انبثق عنها، تماشيًا مع الموقف الشعبي الرافض للتطبيع مع كيان عدوٍ وغير شرعي ومارق على كل القوانين والمعاهدات الدولية وناكث بكل الاتفاقيات حتىّ التي يوقعها.