نتقدّم باسم المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بأجمل التّهاني والتّبريك للأسرى المحرّرين من السّجون الخليفيّة ولعوائلهم الصّابرة المجاهدة، وندعو الله تعالى بأنّ يمنّ على بقية السّجناء السّياسيّين والقادة الرّهائن بالفرج العاجل وأن يعودوا إلى أسرهم وشعبهم مرفوعي الرّؤوس وكاملي الحريّة وتعلوهم راياتُ النّصر المبين.
ونتوجّه بالشّكر والثّناء لشعبنا الوفيّ الذي استقبل المحرَّرين بما يليقُ بهم من البهجةِ الكبيرة وحفاوة الاستقبال، تعبيرًا عن الوفاء لتضحياتهم وصمودهم في وجه العذابات المريرة في قعر السّجون الطّويلة، حيث كانوا بحقّ فخرَ الشّعبِ وتيجانَ الوطن وأبطال الثورة، وقدّموا أعظم آيات التّحدّي والصّمود والإرادة التي لا تنكسر.
وفي إطار ذلك، نسجّل في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوينَ الآتية:
1- نؤكّد أنّ المواقفَ الولائيّة التي عبّر عنها بعضُ الأسرى المفرَج عنهم بحقّ الشّهداء ومقاومة الكيان الصّهيونيّ هي مثالٌ حيّ على قيم الصّمود والوعي والثّبات التي يتحلّى بها كلّ أسرانا الأبطال، وهي مواقف كلّ الشّعب الأبيّ وكلماته، ولن تغيّرها أو تكسرها السّجونُ الطّويلة ولا الأحكامُ الانتقاميّة ولا التّهديداتُ بالقمع وإعادة الاعتقال، وليس لجوء الكيان الخليفيّ إلى معاودةِ اختطاف بعض المحرّرين من أحضانِ أهلهم وشعبهم إلّا محاولة بائسة لإظهار بطشه وحقده الدّفين، وهو إثباتٌ آخر على فسادِ نيّات هذا الكيان المجرم وسوء سريرته، ما يُعزّز الموقف الشّعبيّ والثّوريّ الرّافض لوجوده غير الشّرعيّ وعدم القبول – بأيّ شكل من أشكال – ببُنيته وشرذمته الفاسدة والجائرة.
2- ندعو أبناءَ شعبنا العزيز وقواه الحيّة إلى النّأي عن الخلافات الضّيقة وتجنّب إثارة الأجواء السّلبيّة داخل البيئات المعارضة، ولا سيّما في هذه المرحلة الحسّاسة، ونوجّه إلى الحذر من أيّ محاولات مريبة لاستدراج النّقاش العام نحو المشاحنات وتراشق الاتّهامات، وبما يضرّ بوحدةِ مجتمعنا المؤمن واستقراره الدّاخليّ، ونحثّ كلّ أصحاب الرّأي الحرّ والتّأثير في وسائل التّواصل الاجتماعيّ على الإسهام من أجل ترشيد المحاورات الجارية، والحرْص على أعلى مستوى من أخلاقيّات الثّورة وقيمها، مع تأكيد أن تكون الثّورة وأحقيّة مطالبها في الحريّةِ والعدالة على رأس موضوعات النّقاش المفتوح، وأن تكون الانتقادات الصّادقة موجّهةً لصالح الشّعب وحقوقه العادلة.
3- نؤكّد أنّ الحريّة الكاملة للأحبّةِ الأسرى وقادة الثّورة الرّهائن هي حقّ أصيل لا تراجع عنه ولا تنازل، وأنّ تحرّرهم من السّجونِ الظّالمة يجب أن يكون فوريًّا وبلا قيد أو شرط، ونحن على ثقةٍ كاملة بوعي أحبّتنا ورموزنا الأسرى وبحُسن تدبيرهم واختيارهم وإدارتهم الحكيمة لهذا الملفّ الإنسانيّ، وإدراكهم الواثق والواضح أنّ القضيّة الأساسيّة هي مطالبُ الشّعب وتحقيق أهداف الثّورة المباركة، وكلّ أبناء الشّعب ثابتون ومستمرّون معهم على هذا العهد، وإلى حين تحرير الوطن من الاستبداد الخليفيّ والوجود الأجنبيّ المحتل، وإقامة نظام دستوريّ مقتدر وقويّ.
4- ندعو شعبنا العزيز وقواه الأهليّة والوطنيّة والدّينيّة إلى بذل أوسعِ الجهود في تفعيل التّضامن والتّكافل الاجتماعيّين مع الأحبّة الأسرى وذويهم المضحّين، وتوفير بيئة مناسبة وكريمة وشاملة لاحتضانهم وتلبية حاجياتهم الأسريّة والمعيشيّة والصّحيّة والتّعليميّة وغير ذلك. إنّ هذا أقلّ الوفاء والتّقدير لتضحيات الأسرى في زنازين الظّلم والقهر، وصبر أهلهم وعوائلهم الصامدة. كما نؤكّد أنّ الكيان الخليفيّ غير موثوق ولا مأمون له في توفير الواجبات تجاه الأسرى المحرّرين، بل لن يتوانى عن مواصلة حربه على الأسرى وعلى بيئاتهم الاجتماعيّة الشّريفة بوسائل مختلفةٍ من الخنق والمضايقة المعنويّة والماديّة، وهي معركة أخرى يجب على أبناء شعبنا والقوى المعارضة أن يتحسّبوا لها ويجهّزوا لها بما يلزم من الاستعداد والخطط المدروسة.
5- تزامنًا مع الذّكرى المشؤومة لتوقيع اتّفاقات التطّبيع والخيانة بين الكيانين الخليفيّ والصّهيونيّ (15 سبتمبر/ أيلول 2020)؛ نؤكّد موقف شعبنا الرّافض للتّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ جملةً وتفصيلًا، وهذه اتّفاقات عارٌ وجريمة نكراء تُدنّسُ الكيانَ الخليفيّ، وشعبنا المناضل براء منها وسيظلّ يقاومها حتّى النهاية. وندعو بهذه المناسبة إلى تصعيد العمل الشّعبيّ والوطنيّ من أجل اجتثاث أيّ وجود صهيونيّ على أرض البحرين، وإغلاق سفارة التجسّس الصّهيونيّة في العاصمة المنامة، ولا سيّما مع اقتراب ذكرى السّابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل المجيدة، ونحثّ كلّ القوى الوطنيّة والشّعبيّة على إعداد برامج واسعة ومفتوحة من الدّعم والتَّضامن مع المقاومة في غزّة وفلسطين المحتلّة، والوقوف مع شعوب محور المقاومة في وجه الحرب والإبادة الصّهيونيّة المتواصلة، وعدم الخشية من ترهيب الخليفيّين وتهديدهم بالسّجنِ والملاحقة لمن يدعم المقاومة ومحورها المظفّر، فالمستقبلُ والنّصر المؤزّر سيكون – بإذن الله تعالى – لكلّ الشّعوب الحيّة وللمقاومةِ الشّريفة في المنطقة والعالم.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 9 سبتمبر/ أيلول 2024م