قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ أعداء عاشوراء يحاولون أن يُعطوا الدُّموع الحُسينيَّة عنوانًا مُزوَّرًا، حيث يتَّهمون البُكاء والحُزن العاشورائيَّ بأنَّه يُمثِّل الضَّعف والانهزام، وهذا اتِّهام ساقط جدًّا.
ورأى سماحته في حديث الجمعة (641)، تحت عنوان: «موسم عاشوراء – كيف نقيِّم نجاح الموسم العاشورائيّ؟ – كلمة شكر لكلِّ الجهود التي أنجحتْ موسمَ عاشوراء – الاستدعاءات لعدد مِن العلماء والخطباء والرَّواديد»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 25يوليو/ تموز 2024، أنّ أعداء عاشوراء مرعوبون من هذا الحزن لأنّهم يعلمون أنّه يمثِّل صرخةَ غضبٍ، وأنَّ دموع كربلاء تُمثِّل موقف تحدٍّ، وهما عنوانان كبيران مِن عناوين الثَّورة العاشورائيَّة، وهي ثورة مستمرَّة ما دام هناك قَتلة يذبحون الأولياء، وجُناة يسفكون الدِّماء، وصُنَّاع قَتلٍ ودمار، وحَملةَ رُعب وفَسَاد، وعبثٌ بالقِيمِ وبالمُثُل، وهَتكٌ للأعراض، وعَبثٌ بالأرواح.
ولفت السيّد الغريفي إلى مشاهد القتل في غزَّة بكلِّ بطشِها ورُعبها وفتكِها ودمارِها الذي لم يستثن طفلًا، ولا امرأة، ولا شيخًا كبيرًا، ولا عليلًا، ولا ضعيفًا، والدمار الذي طال بيوتًا، ودُور عبادة، ومستشفيات ومستوصفات، وأسواقًا، ومواقع حياة، وإلى عدد الشهداء الذي قارب الـ40 ألف شهيد غالبيَّتهم من النِّساء والأطفال، مؤكّدًا أنّ هنا كان موقفُ الأبطالِ المقاتلين في غزَّة موقفًا عاشورائيًّا، حيث استمدّوا من عاشوراء الحُسين مبدئيَّة الجهاد، وروح الشَّهادة، ومعاني الفداء، وصلابة الموقف وإرادة التَّحدِّي، وقِيمة الإيثار، مضيفًا «هكذا تشكَّل الموقفُ الفلسطينيُّ بكلِّ شموخِهِ وعزَّتِهِ وإِبائِهِ وإصرارِهِ وصُمودِهِ وعُنفوانِهِ، وهكذا أعطى المجاهدون مِن أبناءِ غزَّة، وأبناءِ فلسطين دماءَهم ولا زالوا يُعطون مِن أجلِ أنْ يُطهِّروا الأرضَ مِن دَنَسِ الصَّهاينة الغاصبين، ولن تلينَ لهم إرادة ما داموا يستلهمون مِن كربلاء الحُسين معاني الصُّمود، ومعاني الجهاد، ومعاني الشَّهادة، ومعاني الفداء، ومعاني البذل والعطاء».
وشدّد سماحته على أنّ حُزن عاشوراء ودموعها ليس انكسارًا ولا ضعفًا، ولا ذِلَّة بل هو شُموخ وعِزَّة، وإباءٌ وصُمود، وإرادة وتحدٍّ، وتضحيةٌ وعطاءٌ، وقيمٌ ومُثُلٌ، وهو مدمّر للباطلِ، للظُّلمِ، للفسادِ، للطُّغيانِ، للاستعبادِ، للذُّلِ، للخنوعِ، للقهرِ، للعدوانِ، للاستبدادِ، ولكلِّ أشكال الضَّلال والانحراف.
وقال إنّ عاشوراء تشكّل قلقًا كبيرًا لصُنَّاع الظُّلمِ الفساد والعبث والشَّرِّ والباطل لأنّ شعارها العدل، والإصلاح، والحقُّ، والخير، والكرامة، والعِزَّة، والإباء، والفداء، والتَّضحية والشَّهادة، وهذه عناوين بلا إشكال تُشكِّل هاجسًا صعبًا لكلِّ الذين يحملون الخيارات المضادَّة لأهداف عاشوراء.
ووجّه العلّامة الغريفي الشكر لكلِّ المساعي والجهود التي أنجحتْ موسمَ عاشوراء، مثمّنًا جهود المنبرِ الحُسينيِّ، والشُّعراء والرَّواديد، وإدارات المآتم والمواكب، وجميع الكوادر التي شاركت في خدمةِ أهدافِ هذا الموسم.
ولفت سماحته إلى الاستدعاءات التي طالت العلماء والخطباء والرواديد على خلفيّة الإحياء، معربًا عن قلقه الكبير منها، ولا سيّما «أنَّ حريَّة المعتقد والقِيام بالشَّعائر الدِّينيَّة والمواكب العاشورائيَّة أمرٌ مكفول دستوريًّا»