1- نضعُ الممارسات الخليفيّة التّرهيبيّة تجاه شعبنا في البحرين بالتّزامنِ مع وحشيّة التّصعيد الأمريكيّ- الصّهيونيّ في غزّة ولبنان واليمن، حيث أخذت هذه الممارساتُ تصاعدًا مبرمجًا ينبئ عن وجود تلازمٍ مباشر بين المشاريع الإجراميّة التي تجمعُ بين الأنظمة القمعيّة والحلف الصّهيونيّ الأمريكيّ. وقد تجلّى ذلك مع إعادة استهداف أكبر منبر لصلاةِ الجمعة في البحرين، باستدعاء العلاّمة الشّيخ علي الصّددي، والتّحقيق معه على خلفيّةِ خطبه الرّافضة للجرائم الصّهيونيّةِ ودعوته إلى الاستجابة لحقوق الشّعب، وتوالى بعد ذلك استدعاء الخطباء والرواديد الحسينيين واحتجازهم، مع الإيعاز للحساباتِ المشبوهة لإثارةِ الشّحناء والفتن المذهبيّة في أجواءِ عاشوراء، مع ازدياد التّضييق والانتهاكات داخل السّجون، واستعمال القمع الوحشيّ ضدّ المتظاهرين السّلميين، وتعمُّد سفك الدّماء في مواجهةِ الاحتجاج الشّعبي الواسع.
2- إنّ هذه الجرائم الخليفيّة مؤشّرٌ آخر على الطّبيعةِ الثّابتة لهذا الكيان غير الشّرعيّ المعادي للشّعب، وعدم إمكان التّعايش معه بأيّ شكلٍ من الأشكال. وعلى هذا الكيان ومشّغليه الأجانب أن يُدركوا أنّ هذه الجرائم لن تحقّق أهدافها في إرهاب الشّعب وتركيع أبنائه الأحرار، وسوف تتسبّبُ هذه السّياسة الإرهابيّة في دفْع الوضْع إلى مراحل أخرى لا يمكن للعقل الإرهابيّ المتسلّط على شعبنا أن يتصوّرها أو يتوقّعها، وعلى الذين يرسمون خطط هذا الكيان أن يأخذوا العِبرة – وقبل فوات الأوان – من الهبّةِ الشّعبيّة الأخيرة واحتشاد الجماهير الوفيّة في مناطق البحرين وبلداتها، والشّعارات الثّوريّة التي تهتفُ بها الحناجر القويّة، حيث لا مكان للتّراجع ولا اليأس في صفوف هذا الشّعب الأبيّ، وهو ماضٍ في نيْل حقوقه المشروعة وتحقيق أهدافه النّبيلة بإسقاط نظام الفساد والاستبداد، ولن تزيده الجرائم والفتن والتّضحيات إلا المزيد من الثّبات والإصرار الثّوريّ الواسع.
3- نكرّر الدّعوةَ لشعبنا الوفيّ للمشاركةِ الواسعة في برامج «يوم الأسير البحرانيّ» (في ٢٤ يوليو/ تموز)، والحضور الفاعل ضمن الأنشطة الشّعبيّة والثّوريّة التي أعلن عنها للتّضامن مع الأحبّة السّجناء ونصرة القادة الرّهائن في السّجون الخليفيّة، حيث وسّع الخليفيّون من أساليبهم الإجراميّة ضدّ السّجناءِ السيّاسيين، بقطع الكهرباء والماء، والحرمان من العلاج الملائم، ومنْعهم من ممارسةِ حرّياتهم الدّينيّة، ولا سيما خلال عاشوراء. إنّنا نضعُ هذه الجرائم في سياقِ فشل سياسات المراوغة والخطط الخليفيّة التي كانت تتمنّى كسْر إرادةِ السّجناء وإخضاعهم لبرامجه الهادفة لتمييع ملفّهم عبر العقوبات البديلة والسّجون المفتوحة وما شابه ذلك.
4- نشيد بالحضورِ الحسينيّ الزّينبيّ الحاشد في إحياءِ عاشوراء البحرين هذا العام، وبما أكّدَ تمسُّكَ هذا الشّعب المقاوم بقيم الثّورةِ الحسينيّة ورسالتها الخالدة في الحريّةِ ومقارعة الظّلم والظّالمين. لقد حافظ شعبُنا على الإحياء الأصيل لعاشوراء، وأسقطَ من جديدٍ مشروعَ الطّاغية وأكاذيبه حول رعاية هذا الموسم العباديّ التّحرُّري، وانتكسَ على الأرض كلّ مشروعه في تحريف عاشوراء واختطاف شعاراتها وأهدافها.
لقد عبّرت جماهيرُ الشّعب عن كربلاء الحسين الرّافضة للاستبداد الخليفيّ والاستكبار العالمي والإرهاب الدّاعشيّ، وانتصرت المواكبُ والشّعائرُ العاشورائيّة لغزّة الأبيّة ومقاومتها الشّريفة، وارتفعت مع رايات الحسين راياتُ الحقّ والمقاومة، وداسَ المعزّون في قلب العاصمة المنامة العلمَ الصّهيونيّ، رافعين هتافات البراءةِ من الأمريكيّين واعتبارهم الشّيطانَ الأكبر الذي يرعى الأشرارَ والطّغاة في كلّ مكان.
5- نؤكّد التّضامنَ والنّصرة الكاملة للشّعب اليمنيّ المقاوم في مواجهة العدوان الصّهيونيّ الأمريكيّ الأخير على ميناء الحديدة، ونشيد بالموقف الشّجاع لقيادة اليمن وشعبها العزيز في نصرة غزّة ومقاومتها الباسلة، أسوةً ببقيّة جبهات الإسناد الممتدة من إيران والعراق وسوريا ولبنان. في المقابل، نستهجنُ إمعانَ الحكّام المطبّعين في توطيد علاقاتهم الخيانيّة مع العدو الصّهيونيّ وتوفير المساندة والخدمات الأمنيّة واللوجستيّة عبر القواعد الأمريكيّة وأوكار التجسّس المنتشرة في دول التّطبيع، غير مبالين بالإبادةِ الجماعيّة المتواصلة في غزّة وفلسطين المحتلّة، ومتجاهلين الغضب الشّعبيّ في بلدنا وبلدان العالم الدّاعي إلى إنهاء التّطبيع ودعم المقاومة الفلسطينيّة وشعبها الصّامد.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
22 يوليو/ تموز 2024م