لم تكتفِ إدارة سجن جوّ بسياسة التجويع التي اعتمدتها للتضييق على المعتقلين السياسيّين بشكل عام، وللضغط على المعتصمين منهم بشكل خاص، بل عمدت إلى تصعيد هذه السياسة عبر منع بعض الوجبات.
فقد أفادت مصادر أنّ إدارة سجن جوّ انتقلت بعد تقليص كميّات الطعام بشكل كبير جدًا، إلى منع بعض الوجبات كليًّا لأسباب واهية، موضحة أنّه خلال هذا الأسبوع لم يستلم المعتقلون في المباني «7 و8 و9 و10» الوجبات الثلاث متتالية، فمثلًا إذا استلم مبنى 7 الوجبات الثلاث في يوم محدّد، استلم مبنى 8 وجبتين، ومبنى 9 وجبة واحدة، ويبقى مبنى 10 من دون وجبات، وهكذا دواليك، في بقيّة الأيّام.
وأضافت المصادر أنّ طريقة استلام الطعام باتت أكثر تعقيدًا وإرباكًا، حيث يشترط حضور الأسير نفسه لاستلام وجبته.
يذكر أنّ إدارة السجن تمارس تضييقًا ممنهجًا منذ أسابيع على المعتقلين السياسيّين، ولا سيّما المعتصمين منهم، وذلك للضغط عليهم من أجل فكّ اعتصامهم الذي يطالبون من خلاله بتبييض السجون، فقد منعت إخراج النفايات من المباني المعتصمة، ما أدّى إلى تكدّسها، وانتشار الروائح النتنة، وسبق أن قطعت عنهم ماء الشرب ومياه الاستحمام في مبنى 7، كما حرمتهم وجبة الإفطار، وعمدت إلى تقليل وجبة الغداء عبر تصغير الأواني التي يقدّم بها الطعام.
ويواصل المعتقلون السياسيّون اعتصامهم السلميّ في عدد من المباني للمطالبة بتبييض السجون كافة، كما سبق أن دخل المئات منهم باعتصام مماثل احتجاجًا على سياسة العزل التي وعدت إدارة السجن أكثر من مرّة بإنهائها.
هذا ولا يزال نحو 600 معتقل سياسيّ يقبعون في سجون النظام التي تفتقر لأدنى مقوّمات المعيشة الإنسانيّة، وفي مقدّمتهم الرموز القادة، وعشرات المرضى، وغيرهم ممن لديهم أوضاع إنسانيّة صعبة.