حلّت يوم الجمعة 5 يوليو/ تموز 2024 الذكرى السنويّة الأولى للشهيد «محمد عبد الله حسن يعقوب»، من بلدة عالي، عن عمر بلغ 31 عامًا، بعد رحلة طويلة من النضال الثوريّ.
اعتقل الشهيد في 15 سبتمبر/ أيلول 2015، وتعرّض لتعذيب وحشيّ في التحقيق، وفي أكتوبر/ تشرين الأوّل 2016 حُكم عليه بتهمة الإرهاب والانتماء إلى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالسجن المؤبّد، وإسقاط الجنسيّة وغرامة ماليّة قدرها 200 ألف دينار بحرينيّ.
لم يكن الشهيد يعاني أيّ أمراض مزمنة قبل الاعتقال، ، لكنّه أثناء مدّة التوقيف في سجن الحوض الجاف عام 2016 بدأ يعاني من سعال قويّ مع خروج الدم من فمه، وظلّ على هذه الحال لسنوات، بينما كان النظام يكتفي بعرضه على طبيب السجن وصرف دواء عاديّ له مع جلسة بخار شهريًّا، حتى ساء وضعه في العام 2020، حين بدأ يشعر بوخزات في قلبه وسرعة في دقّاته، يصاحبها ارتفاع في حرارته، ما استلزم نقله إلى عياده السجن – التي تفتقر إلى أدنى مقوّمات العلاج العادي- فازدادت حاله سوءًا، وظلّت مناعته تضعف بينما تزداد عوارض السعال الدمويّ.
في مايو/ أيّار 2021 أصيب الشهيد مع مجموعة من السجناء بفيروس كورونا بعد تفشّيه بسجن جوّ المركزي، فنقل معهم إلى العزل، وهناك تدهور وضعه إلى درجة فقدانه الوعي، لكنّ النظام لم ينقله إلى المستشفى بل اكتفى بنقله إلى محجر «الحدّ».
عندما أيقن النظام الخليفيّ أنّ الشهيد وصل إلى مرحلة ميؤوس منها، نقله إلى المستشفى العسكري مع تكتّمه على مكانه ووضعه الصحيّ، حيث مكث فيه لمدّة 20 يومًا قبل أن ينقل إلى السلمانيّة، وهناك سُمح لعائلته التي ظلّت تبحث عنه طيلة أسابيع بزيارته وتمّ إعلامها بأنّه مصاب بسرطان الرئة.
في أغسطس/ آب 2021 أفرج النظام الخليفيّ عن العالي «لدواعٍ إنسانيّة» أي بعدما وصل إلى مرحلة لا شفاء منها، على الرغم من مطالبات ذويه العديدة للإفراج عنه سابقًا لعلاجه على عاتقها، حتى ارتقى شهيدًا بعد أن استعصى علاجه.