أكّد خطيب الجمعة في البحرين «سماحة الشيخ محمد صنقور» أنّ ثقة المسلمينَ بقدرتِهم على إيقاع الألم بعدوِّهم، ومبادرتهم إلى إيقاعه دون تردُّد، هي الخُطوةُ الأولى في طريق النصر، والخُطوة الأخرى هي الصبرُ والتجلُّد والتحمُّلُ والثباتُ والثقةُ بأنَّ الله تعالى سوف يمنحُهم نصرَه.
وأوضح سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 21 يونيو/ حزيران 2024 أنّ الهزائم التي مُني بها المسلمونَ نشأت عن عدم ثقتهم بقدرتِهم على إيقاع الألم والأذى بعدوِّهم، لذلك فهم لا يُبادرون في ابتغاء القوم وإيلامهم، ويتوهَّمون أنَّهم سوف يكونون في منجى من بغيه وعدوانه حينما يتلكأون أو يُحجِمون عن إيقاع الضررِ به.
ولفت إلى أنَّ من أسباب الهزيمة الجزعُ من الموت والجِراح ونقص المال وإيثارُ السلامةِ والحرصُ على العافية، فالأمَّة التي تكون كذلك لا تُفلحُ ولا تكونُ جديرةً بأنْ يمنحَها اللهُ تعالى نصرَه وتأييده، بل يكونُ حظُّها من الحياة أنْ تُمتهَن ويُستصغرَ شأنُها وتُستباحَ أرضُها ومقدراتُها، وتُخفِقُ في الرعاية لمصالحِها ويكون قِيادها بيدِ أعدائها ولا تُراعى لها حرمة، ولا يُحسبٌ لها حساب، وتعجز عن أن تكون في مصافِّ الأمم.
وأضاف الشيخ صنقور أنَّ الأمةَ الإسلاميَّة إذا شاءت أن تكون عزيزةً منيعةً مرهوبةَ الجانب فعليها أن تأخذَ بأسباب العزَّة والنصر، فتثقُ بقدرتِها على إيقاع الأذى والوهنِ بعدوِّها وتُبادر إليه دون تردُّد، وتصبرُ على أذاه فلا تهنُ ولا تجزع وتؤمنُ أن النصرَ في المآل من عند الله، وأنَّه تعالى سيمنحُه مَن يأخذُ بأسبابه ويسلكُ طريقَه، فذلك هو سرُّ الانتصارات المتلاحقة التي حظيت بها المقاومة، المبادرةُ إلى إيقاع الألم بالعدوِّ الغاصب، والصبرُ على الألم رغم قسوته، والثقة بأنَّ النصرَ من عند الله تعالى وأنَّه ينصرُ من عباده مَن ينصرُه، مشدّدًا على أنّ تلك هي المعادلةٌ التي اعتمدها رجالُ المقاومة وثبتوا عليها، وصدقوا في تمثُّلِها، فكان من أثرها النصرُ بعد النصر، وستقودهم حتمًا في منتهى الطريق إلى النصر الشامل والمؤزر.
وحول ملفِّ التجنيس والإعلانِ عن المراجعة لمستنداتِ مَن تمَّ تجنيسُهم منذُ العام 2010 نوّه سماحته إلى ضرورة تعقيب هذه الخطوة بخُطوات عمليَّة وجادةَّ تتَّسم بالشفافيَّة والموضوعيَّة، ويكون باعثُها التداركَ للآثار التي أضرَّت بالنسيج الاجتماعي وأعرافه وقيمِه، وأضرَّت باقتصاد الوطن وموارده، وأضرَّت بحقوق المواطنين في الخدمات كالإسكان والتعليم والصحَّةِ والبعثات والوظائف اللائقة وغيرها، وأسهمت في ارتفاع منسوب الجريمة، وتفشِّي البطالة وكسادِ الأسواق، ووضعتْ على الدولةِ أعباءً ثقيلة لم تكنْ مضطرةً لتحمُّلها، وكان في وسعِها أن تصرفَ كلَّ تلك الجهودِ والاستحقاقات في البناء والتنمية وتعزيزِ الثقة وتأمينِ العيش الكريم لأبناءِ الوطن، فذلك هو ما يُفضي لترسيخ الاستقرارِ واستدامتِه.