ونسجّل في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوينَ الآتية في سياقِ المناسباتِ والأحداث الجارية:
1- نؤكّد مضمون موقف الفقيه القائد آية الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى)، بخصوص الوضع داخل البحرين، ونشير إلى أنّ المعالجة العادلة للملفّ الحقوقيّ وقضيّة السّجناء السّياسيين هي حقّ أصيلٌ ولا تخضع للقيود أو الشّروط المسبقة، استنادًا إلى أنّ السّجناء هم أسرى ورهائن يحتجزهم الكيانُ الخليفيّ للابتزاز والمساومة على مجريات الوضع العام. وقد أسقطَ ثباتُ القادةِ والسّجناء الرّهائن هذه السّياسة غير الأخلاقيّة، ولم يعد من خيارٍ أمام الخليفيّين إلّا الإفراج عن كلّ السّجناء، دون قيد أو شرط، ونرى أنّ هذا الاستحقاقٌ أصبح أكثر قوّة ورسوخًا، كما أنّ تطوّرات هذا الملف لن تغيّر من الضّرورةِ الأولى والقصوى التي أعلنها الحراكُ الشّعبيّ وثورةُ 14 فبراير، أي التّغيير السّياسيّ الشّامل، وعلى قاعدة حقّ تقرير المصير، وإقامة دولةٍ دستوريّة عادلة.
2- ندعو إلى الحذر والحيطة الكاملة من السّياسات والخُطط التي يرسمها الخليفيّون خلال المرحلة الرّاهنة، ونشير إلِى أنّ المناورات الخارجيّة ومسعى الكيان لتحسين علاقاته مع الجِوار، وخاصّة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، لا تعكسُ تغييرًا حقيقيًّا في السّياسات المحليّة، سواء على مستوى الإقرار بالحقّ السّياسيّ الكامل شعب البحرين، أو الاستجابة للمطالب التي ترفعها التّظاهراتُ الشّعبيّة التي تشهدها مناطق البلاد، بخصوص الإفراج عن السّجناء، وإنهاء العلاقة مع العدوّ الصّهيونيّ، وإغلاق القواعد الأجنبيّة المعادية لشعوب المنطقة. ولعلّ المؤشّر على ذلك هو استمرار الممارسات الإرهابيّة ضدّ المواطنين والنّشطاء، وقمْع الاحتجاجات، وعودة المحاكم المسيّسة بحقّ الأبرياء، فضلًا عن تعميق الخليفيّين لحلفهم مع الشّيطان الأمريكيّ وقواعده العدوانيّة في المنطقة، كما يتبيّن ذلك مثلًا من اللقاءِ الأخير الذي جمعَ الطّاغية حمد مع قائد القيادة المركزيْة الأمريكيّة في المنامة.
3- ما زلنا ننظر إلى الطّاغيةِ حمد وكيانه غير الشّرعيّ على أنّهما أساسُ الفساد والاستبداد في البحرين، ولا توجد على الأرض أيّ مساع وتغييرات حقيقيّة تعبّر عن انتقالةٍ مختلفة في إدارة البلاد، عدا عن التّكتيكات المؤقتة والدّعايات الجوفاء، ونُرْجِع هذه العُقدة إلى استعصاء الكيان الخليفيّ على أيّ إصلاحٍ ذاتيّ، بسبب تمسّكه بتاريخ الغزو وثقافة الاحتلال ومعاداة السّكان الأصليّين. وحتّى الآن؛ لم يُقدّم هذا الكيان أيّ برهان أو إشعار لتطهير هذه الرّواسب السّود، بل على العكس من ذلك، فإنّ الوقائعَ الجارية تعزّز من قناعتنا السّياسيّة بعدم صلاحيّة الكيان المتسلّط على البحرين للبقاء فضلًا عن حُكم الشّعب، كما أنّ الطّاغية الحالي يبرهنُ كلّ يوم أنّه ممثّل عن العصابةِ الحاكمة التي تسرقُ البلاد، وتعذّبُ أهلها، وتدمّر ثقافتهم وهويّتهم الأصليّة، وتصرّ على الخضوعِ للحلف الأمريكيّ- الصّهيونيّ.
4- نؤيّد الشّعار المركزيّ الذي أطلقه علماءُ البحرين بمناسبة موسم عاشوراء للعام الهجريّ الجديد «1446 هـ»، تحت عنوان «مع الحسين أبدًا»، وندعو إلى تحريك الأهداف التي ينطوي عليها هذا الشّعار، بما في ذلك التّصدّي لسياسات الكيانِ الخليفيّ المتواصلة في اختطاف الموسم العاشورائيّ وتشويه قيم ثورة الإمام الحسين «عليه السّلام» وأهدافها الكبرى، ونشير بالخصوص إلى تقييد الكيان الزّيارة إلى الأماكن المقدّسة في العراق، واشتراط الموافقة الأمنيّة المسبقة من أجهزة الاستخبارات، وهو ما يتلاقى مع المسعى المتواصل لآل خليفة في الهيمنةِ على إحياء عاشوراء وحرْفه عن خطوطه الأساسيّة المتمثّلة في الدّفاع عن الحقّ، ومقارعة الظّلم والباطل، وإحياء قيم العدل ونصْرة المظلومين. ونؤكّد أنّ هذه السّياسة الخليفيّة هي تعبيرٌ مباشر عن مخططه الإباديّ ضدّ قيم شعب البحرين ودينه وثقافته، وهو دليلٌ كافٍ لإثبات معاداة هذا الكيان للشّعب واستحالة التلاقي معه بأيّ شكلٍ من الأشكال.
المجلس السيّاسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 10 يونيو/ حزيران 2024م
البحرين المحتلّة