بسم الله الرحمن الرحيم
يُبدي المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شكوكه حيال التّصريحات التي أدلى بها الطّاغية حمد أثناء لقائه الأخير بالرّئيس الرّوسيّ بوتين في موسكو، وحديثه عن علاقة حُسن الجوار مع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
ويهمُّنا في المجلس السّياسيّ تبيان رؤيتنا لهذا الموضوع من خلال النّقاط الآتية:
1- إنّ اعترافَ الطّاغية حمد بوجود مشاكل مع إيران، وإظهاره الرّغبة في إعادة العلاقات معها هو تلاعبٌ مموج في الألفاظ والوقائع، فالسّيرة الموثّقة للطّاغية وكيانه تكشف وقوفهما وراء أسوأ حملات تأجيج العلاقة مع إيران وشعبها، ولم يتوانا عن سوق الاتّهامات المزيّفة ضدّ القيادة الإيرانيّة بإيعاز من السّعوديّين والصّهاينة والأمريكيّين. وكان الأخطر من ذلك أنّ الطّاغية أسّسَ على هذه الاتّهامات حربَه الواسعة على شعب البحرين، وشنّ واحدةً من أبشعِ الجرائم والانتهاكات بحقّه وبحقّ قياداته ورموزه، بزعم ارتباطهم بإيران، ورُموا بأبشع أوصاف التّخوين والعمالة، ليطال العدوانُ مقدّساتِ الشّعب وعقائده، وكاد ذلك أن يؤدي إلى انفجار طائفيّ لا تُحمد عقباه لولا حكمة قيادات المعارضة وصبر الشّعب، وإدراك القوى الوطنيّة بمرامي الخليفيّين وراء زرع الفتنة والاحتراب الدّاخلي والخارجيّ.
2- لقد قدّمت إيران كلّ الجهود والنّصائح المخلصة مع أجل ردع العدوان الخليفيّ عن شعب البحرين وحقوقه في الحريّة والعدالة، وبذلت المساعي المتتالية لإقناع الطّاغية بخطورةِ الانسياق وراء الأوامر والمصالح السّعوديّة والبريطانيّة والصّهيونيّة، وأنّ الحلّ الوحيد هو الاستماع إلى الشّعب والاستجابة لحقوقه السّياسيّة، وقبل أن تنزلقَ الأمور إلى الأسوأ. ولكنّ الكيان الخليفيّ تعنّت وتغطرسَ وزادَ من إجرامه وتوحّشه، ولم يتوقّف طيلة السّنوات الماضية عن التآمر على إيران، وفتحَ الأبوابَ لكلّ ناشري الفتن لشنّ الهجوم عليها وتشويه سمعتها والتدليس على ثورة البحرين، وجنّسَ المرتزقة ووفّرَ لهم المال والإعلام لترويج الرّواية الصّهيونيّة ضدّ الجمهوريّة والثّورة. إنّ هذا التّاريخ الأسود الموثّق لن يُمحى بتصريح كاذبٍ من الطّاغية، والجرائم التي ارتكبها وكيانه لا تسقط بالتّقادم.
3- إنّ التّشكيك الذي نحيط به تصريحات الطّاغية في موسكو مسنود إلى معرفتنا بطبائع الكيان الخليفيّ في المكر والتّلاعب والمناورة، فهو اضطرّ إلى مغازلة إيران والتقرُّب منها بسبب علوّ شأن المحور المقاوم، والهزائم المتتالية لحلف الشرّ الصّهيونيّ- الأمريكيّ الذي ينتمي إليه الخليفيّون. ولذلك فآل خليفة ليسوا في وارد تصحيح الماضي، ولا إعلان التّوبة عن جرائمهم. ونشدّد على أنّ التّصحيح والتّوبة في هذا الوارد لا يكون إلّا بإصلاح أصل المشكلةِ وجوهرها، أي اقتلاع بنية الفساد والاستبداد في البحرين، وإبعاد عصابة العسكر والمتصهْينين، وتمكين الشّعب من حقّه في تقرير المصير وإقامة دولة دستوريّة حقيقيّة، فبدون ذلك فلن تجدي التّصريحات والأكاذيب والمناورات في تغيير الحقائق وتحريف الوقائع، بل سيزيد ذلك شعبنا رسوخًا في رؤيته واستمرار ثورته المحقّة.
4- في سياق جرائم الكيان الخليفيّ نستذكر هذه الأيّام العدوان على ساحة الفداء وقتل المدافعين عن القائد آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى) في الدّراز، مكبرين مشاهد التّضحية والإباء التي قدّمها شعبنا في تلك الملحمة البطوليّة، وكذلك نستذكر الذكرى السنويّة الأولى للشّهيدين السّعيدين «صادق ثامر وجعفر سلطان» اللذين أعدمهما النّظام الإرهابي السّعوديّ، الذي لا يزال يحتلّ بلادنا ويواصل الإعدامات بحقّ الأبرياء في الجزيرة العربيّة. إنّ هذه الكيانات الدّمويّة لا تزال تغذّي الكيانَ المحتلّ للبحرين، وتقدمّ له العونَ والغطاء على جرائمه.
5- أخيرًا، نؤكّد ثقتنا وشكرنا للأصدقاء الأوفياء لشعب البحرين، الذين تحمّلوا الصّعاب والضّغوط بسبب موقفهم الأخلاقيّ والدّينيّ في نصرةِ شعبنا والدّفاع عن مظلوميّته، ونخصّ بالذّكر القيادة الشّجاعة في الجمهوريّة الإسلاميّة وقلب محورها الشّريف في لبنان وقيادة المقاومة التي نبارك لها عيد المقاومة والتّحرير. ونؤكّد أنّ مناصرة هذا المحور لشعبنا لم تكن إلّا إخلاصًا لوجه الله تعالى، وتلبية لنداء الحقّ والضّمير والمقدّسات، ومنها نصرته وإسناده الحقيقيّ لغزّة ومقاومتها الباسلة، رغم خذلان الأنظمة وتآمر الحكّام الذين يصمّون آذانهم عن المجازر الصّهيونيّة وآخرها مجزرة رفح المروّعة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير