قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ الأوطان تكون بخيرٍ ما دامت بلا أزمات سياسيَّةٍ وأمنيَّة، واقتصاديَّةٍ، ومعيشيَّة، وطائفيَّة.
ورأى سماحته في حديث الجمعة (635)، تحت عنوان: «وقفة محاسبة بعد الشَّهر الفضيل – مَنْ لا يريدُ للأوطان أنْ تكونَ بخير… – القمَّةُ العربيَّةُ والعُدوانُ الصُّهيونيُّ على غزَّة»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 9 مايو/ أيّار 2024، أنّ كلًّا من الأنظمة والقوى الناشطة سياسيًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا ودينيًّا والجماهير مسؤول عن تفريغِ الأوطان مِن الأزمات، موضحًا أنّ مسؤوليَّة الأنظمة تأتي في الدَّرجة الأولى، فبيدها كلّ الإمكانات، وكلّ القُدرات ما لا تملكه القوى، ولا تملكه الجماهير، ولذلك حينما يتوجَّه النَّقد لوجود الأزمات يتوجَّه إلى الأنظمة، فإذا وجدت أزمة سِياسيَّة أو أمنيَّة أو اقتصاديَّة أو معيشيَّة فالنَّقد أوَّل ما يتوجَّه إلى الأنظمة، بما تملك مِن قُدُراتٍ أمنيَّة وسياسيَّة واقتصاديَّة وباقي القُدُرات.
وتابع سماحته أنّ دور القوى النَّاشطة ثقافيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا ليس دورًا هامشيًّا، بل هو دورٌ مركزيٌّ وأساسيٌّ في خدمة الأوطان ما دام الهدفُ صادقًا، وما دامتْ الوسائلُ مشروعة، وما دام الإخلاص حاضرًا، فلا يجوز إطلاقًا إلغاء دور هذه القوى أو التَّقليل مِن قِيمته، أو وضع مُعَوِّقاتٍ أمامه، وإلَّا خسرتْ الأوطانُ هذه القُدراتِ، وهذه الطَّاقاتِ، وهذا خسرانٌ كبير، مضيفًا أمَّا دورُ الجماهير الشَّعبيَّة فهو كذلك دور أصيل، فطاقات الجماهير كبيرة وقُدراتُها فاعلة، فغيابُ هذا الدَّورِ الجماهيريّ، وارتباكُهُ، وتأزُّمُهُ لهُ انعكاساتٌ خطيرةٌ على الأوطانِ، وعلى ازدهارِها واستقرارها.
وحول القمَّة العربيَّة التي ستعقد في البحرين منتصف هذا الشهر أكّد السيّد الغريفي أنّها ستعقد في مرحلةٍ تَشتَّدُ أزماتُ الأُمَّة العربيَّ والإسلاميَّة، مِمَّا يفرضُ حضورًا فاعِلًا وكبيرًا لكلِّ المواقعِ الكبيرةِ في الأوطان، وغيابُ هذا الحضور يُجذِّر الأزَماتَ بكلِّ امتداداتِها المُرعبةِ.
ولفت سماحته إلى أنّه في ظلّ ازدياد ضراوةً العدوان الصهيونيّ على غزّة وحماقته، واتساعه وتعطُّشه للدِّماء، وتوغُّله في البطش والفتك والقتل، فإنّ الشعوب العربيّة والإسلاميّة تتطلّع إلى مؤتمر القمّة العربيّة للخروج بقراراتٍ جريئةٍ تخفِّفُ مِن مأساة أبناء غزَّة، وتخاطبُ المواقعَ الكبرى في العالمِ بلغة جريئةٍ، وتستصرخ ضمائرهم في قضيَّةٍ أصبحت قضيَّة هذه المرحلة، بكلّ تحدِّياتها، وبكلِّ إرهاقاتِها، مشدّدًا على أنّ ذلك لا يلغي مسؤوليَّة كلِّ القُوى والقُدرات في الأوطان العربيَّة والإسلاميَّة، وكذلك مسؤوليَّة كلِّ الشُّعوب.