يوم الجمعة الأوّل من شهر رمضان المبارك تحيي البحرين الاستحقاق الشعبيّ الذي يُعرف بـ«اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، ذلك أنّ وجود القاعدة الأمريكيّة في بلدنا الحبيبة من خلال أسطولها الخامس في منطقة الجفير يُعدّ احتلالًا عسكريًّا يهدّد سيادة البحرين.
يقف الشعب البحرانيّ بكلّ فخر وشموخ رافضًا وجود القوّات العسكريّة الأمريكيّة على أرضه، وهذا الرفض ليس مجرّد إنكار للظلم والاحتلال، بل هو من أُسس تأكيد حقوق الشعوب في تقرير مصيرها بحريّة؛ فالوجود العسكريّ الأمريكيّ يشوّه الهويّة الوطنيّة ويقتل روح الاستقلال التي حارب من أجلها الأجداد. ولم يكن الاعتماد على قوى خارجيّة لحماية البحرين وسيلة مقبولة لبناء أمن دائم ومستدام، ولن يكون، وبدلًا من تعزيزه الاستقرار، يجلب الوجود العسكريّ الأمريكيّ التوتّر والاضطرابات إلى المنطقة، ما يؤثّر سلبًا في السلم الاجتماعيّ والتوازن الإقليميّ.
بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ هذه القاعدة العسكريّة وكيلًا مساندًا لنظام آل خليفة القمعيّ الذي يرتكب أعمال قمع وجرائم قتل بحقّ شعب البحرين، ويتسبّب هذا الوجود في سلب ثروات أبناء الشعب الوطنيّة واستغلالها لصالح الغرب، ما يحرمهم الاستمتاع بثمارها المستحقّة والمنصفة.
إنّ إحياء هذا اليوم وتلبية هذه الدعوات تعكس رفضنا الشامل للاحتلال الأمريكيّ وتأكيدنا لحقّنا في الحريّة والاستقلال. هو صوتنا في تحقيق تطلّعاتنا المشروعة وفي السعي نحو بناء منطقة تعيش فيها الشعوب بسلام وتعايش سلميّ، بعيدًا من التدخّلات الخارجيّة والاحتلالات الاستعماريّة، نستردّ فيه إرادتنا ونثبت قوّتنا وتوحّدنا في الوجه الأمريكيّ وإشعال نيران المقاومة لتحقيق غدٍ يُبنى على قيم الحريّة والكرامة والاستقلال.