وأكّد في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 11 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023 أنّ هذه الذّكرى تُعدّ واحدةً من المحطّات المركزيّة في تاريخ النّضال الوطنيّ، حيث بذلَ شعب البحرين التّضحيات الجليلة للمحافظةِ على ذكرى الشّهداء وحمايتها من التّحريف والاختطاف، ورأى أنّ أهميّة هذه الذّكرى تنبعُ من كونها تمثّل ركنًا أساسيًّا في تثبيتِ مشروع التّغيير الثّوريّ لشعبِ البحرين، سعيًا إلى إقامة نظامٍ دستوريّ شعبيّ يلبّي تطلّعات الشّعب وأهدافه العليا.
وشدّد المجلس السياسيّ على ضرورةِ إحياء ذكرى انتفاضة الكرامة (التّسعينيّات) جنبًا إلى جنب إحياء مناسبة عيد الشّهداء التي دُشّنت مع ارتقاءِ أوّل شهيدين في الانتفاضةِ المباركة «هاني خميس وهاني الوسطي»، مؤكّدًا أنّ هذه الانتفاضة كانت انعطافةً أساسيّة في تعريةِ الإرهاب الخليفيّ، وأسهمت في بناء الجيلِ الثّوريّ الذي تولّى حفظ ميراث النّضال الوطنيّ بجانبِ القادةِ والرموز، ودعا إلى استحضارها في أجواءِ ذكرى الشّهداء عبر إقامةِ البرامج والأنشطة وإبراز دورها في ترسيخ الاتّجاه الدّستوريّ التّغييري، وتعزيز روح المقاومة لدى الشعب، والتي مهّدت للانطلاقةِ الثّوريّة الأهمّ في تاريخ البحرين في 14 فبراير 2011م.
وحثّ على إحياء ذكرى رحيل قائدِ انتفاضة التّسعينيّات «العلاّمة المجاهد الشّيخ عبد الأمير الجمري»، الذي شكّل عنوانًا للعمامةِ الشّريفة والمتفانية في نصرةِ المظلومين، حيث تتزامن ذكرى رحيله مع ذكرى عيد الشهداء، لافتًا إلى موقفه الرافض لانقلاب «حمد» على الدّستور، وإصراره على إعادة تصويبَ بوصلة النّضالِ الوطنيّ لاستعادةِ الحياة الدّستوريّة التي يرتضيها الشّعبُ.
ودعا المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير إلى مقاطعةِ كلّ الاحتفالاتِ المزيّفة التي يتحضّرُ لها الكيانُ الخليفيّ بمناسبةِ ما يُسمّى «عيد الجلوس»، وعدم التّعاطي مع برامج ذكرى قتلاه المرتزقة في البحرين واليمن فيما يُطلِقُ عليه زورًا «يوم الشّهيد»، وذلك رفضًا للتّاريخ المزوّر المفروض على شعب البحرين منذ الاحتلال المشؤوم للبلاد، وكذلك احترامًا للدّماءِ الغزيرة التي يسفكها الصّهاينة المجرمون في غزّة منذ أكثر من شهرين، وتجديدًا للوفاء مع فلسطين ومقاومتها المظفّرة، وتنديدًا بالتواطؤ المخزي للأنظمةِ الديكتاتوريّة، ولا سيّما أنظمة التّطبيع في الخليج.
وحثّ على رفع صور شهداء فلسطين والبحرين معًا خلال برامج عيد الشّهداء خلال الأسبوعين القادمين، وفي تظاهرات التّضامن مع غزّة ومقاومتها التي تنطلقُ في مناطق البحرين المختلفة.
وجدّد الدّعوة إلى رفض الوجود الأمريكيّ المحتلّ في البحرين، واعتبار الأسطول الأمريكيّ الخامس في البلاد عنوانًا عدوانيًّا، واستنكر الدّور الأمريكيّ في قيادة العدوان الصّهيونيّ على غزّة، مدينًا الفيتو الأمريكيّ لمنع وقف الإبادة الجماعيّة في غزّة.
وأشاد بخطوة اليمن باعتراض السّفن المتوجّهة إلى الكيان الصّهيونيّ، مؤكّدًا أنّ من حقّ شعوب المنطقة أن تدخلَ معركة التّحرير الكبرى مع المقاومة الفلسطينيّة، بتفعيل كلّ أشكال المقاومة، حتى وقف العدوان على غزّة.