أكّدت حركة حماس أنّ المقاومة الفلسطينيّة لا تزال تقود فصول معركة «طوفان الأقصى» في يوم الثاني والستين، بكل قوّة وحكمة واقتدار، وهي تدافع عن شعبها وأرضها وقدسها وأقصاها المبارك، وتثخن في جيش العدو النازي، فتُرْدِي جنودَه وضبَّاطه بين قتيل وجريح، وتدمّر آلياته العسكرية من مسافة الصفر.
وقالت في المؤتمر الصحفيّ الذي عقدته يوم الخميس 7 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023 إنّ أكثر من 410 آليّة عسكريّة صهيونيّة دمّرت تدميرًا كليًّا أو جزئيًّا منذ بدء العدوان البري على قطاع غزَّة، وقتل العشرات من جنود جيش الاحتلال وضبّاطه وقادة ألوية، وبحسب اعتراف العدو، تمَّ قتل 90 جنديًا وضابطًا.
وأكدت الحركة أنّ المجرم نتنياهو وحكومته النازية لم يفلحوا في تحقيق أيّ من أهدافهم السياسيّة والعسكريّة والميدانيّة، فالشعب رغم الألم والظلم والقتل لا يزال صامدًا صابرًا محتسبًا، والمقاومة لا تزال راسخة في الميدان، تقارع هذا العدو النازي في كلّ محاور القتال.
وجدّدت رفضها القاطع لكل المساعي الرّامية إلى تهجير أهالي قطاع غزَّة، محذّرة من التعاطي والتساوق معها، مشدّدة على أنّ الشعب والمقاومة سيفشلون كل مخططات التهجير، وكلّ محاولات فرض حلول لا توقف العدوان ولا تنهي الاحتلال، ولا تعبّر عن إرادة الشعب في الحرية وتقرير المصير.
ووجّهت حركة حماس رسالة إلى عائلات المحتجزين، قائلة: «إنَّ استمرار جيشكم في حربه العدوانية ضدّ أبناء شعبنا، لن يعيد أبناءكم إليكم، ولن يعودوا إليكم ما لم يتوقف العدوان، وفرص عودتهم تتضاءل مع طول مدة العدوان، وربما يفقد أثرهم للأبد»، ولجيش العدوّ: «لا نصر لكم ولا بقاء على أرض غزَّة، فمصيركم إمّا القتل أو الفرار».
واستعرضت الحالة الإنسانيّة الصعبة التي يعانيها أهالي غزّة، من المأساة الحقيقيّة التي يعيشها أكثر من 1.3 مليون نازح في مراكز الإيواء والمدارس وبعض المستشفيات حيث يفتقرون لأبسط الخدمات الإنسانيّة والإغاثيّة والطبيّة، مع انتشار واسع لحالات الجوع والعطش والأمراض المعدية، إضافة إلى استمرار حرب الاحتلال على المستشفيات، حيث يتعمّد هذا الاحتلال النازي تصفية الوجود الطبّي في كامل قطاع غزَّة شمالها وجنوبها.
ودعت حركة حماس قادة الدول العربيّة والإسلاميّة إلى ترجمة قراراتهم في القمَّة العربيّة والإسلاميّة بالرّياض، منذ أكثر شهر، إلى واقع عملي، والمؤسّسات والمنظّمات الإنسانيّة والإغاثيّة في كلّ دول العالم إلى زيارة قطاع غزَّة، والاطلاع على حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال.
وطالبت وكالة الأونروا ومنظمة الصحة العالمية بتحمّل مسؤوليّاتهما الإنسانية والأخلاقية والقيام بدورهما في إيصال المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة والطبيّة لكلّ سكان قطاع غزَّة، شمالًا وجنوبًا، وعدم الرضوخ لضغوط الاحتلال واملاءاته المنافية للقانون الدولي الإنساني.
وحثّت علماء الأمَّة العربيّة والإسلاميّة ورؤساء الأحزاب السياسيّة والحركات الإسلامية والشخصيات الاعتبارية في الأمّة إلى تشكيل وفود رسمية لزيارة قطاع غزَّة، وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية، والوقوف مع أهل غزَّة، الذين يواجهون حربًا عدوانية صهيونية بدعم أمريكي كامل.
ودعت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء في العالم إلى دخول قطاع غزَّة، والوقوف على حجم المجازر والعدوان الذي يطال الآمنين العزّل في بيوتهم، ومعاناة النازحين في المدارس والمستشفيات، ونقلها بكلّ أمانة ومصداقية.
وفي موضوع الدعاية الصهيونيّة والأمريكيّة والحرب على الرّواية الفلسطينية، أكّدت أنّ محاولات الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية استخدام الدعاية السوداء وبروبغاندا «الاغتصاب والعنف الجنسي» لن تفلح لتشويه مقاومة الشعب ونضاله المشروع، بعد فشلهما في إثبات كلّ الادّعاءات والأكاذيب السَّابقة التي روّجوها، وانفضاحهما جميعًا أمام العالم، في ضوء الصور التي شاهدها العالم للمعاملة الإنسانية التي تلقاها المحتجزون لدى كتائب القسّام.