حيّا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «إسماعيل هنية» شعب فلسطين والمجاهدين الذين أثخنوا الجراح في العدو وقدّموا نموذجًا غير مسبوق في البطولة والفداء، وغزّة صانعة الأمجاد والتحولات الهائلة عبر «طوفان الأقصى».
وقال في خطاب له يوم الجمعة 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 مواكبةً لتطوّرات معركة طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني الإرهابي على قطاع غزّة واتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، إنّ حماس استطاعت بمعية الله وعونه، ثم بصمود شعب فلسطين وأداء مقاومته المبهر، بدءًا من السابع من أكتوبر المجيد حتى المواجهة على أرض غزّة من نقطة صفر مع القوّات المجرمة، وفي إطار تكاملٍ بين جهود الحركة الميدانيّة والسياسيّة والعسكريّة، وبدعم شعوب الأمّة وكلّ أحرار العالم مواجهة هذا الاحتلال وكسر إرادته وإفشال مخططاته، رغم الأعداد المتزايدة من الشهداء والجرحى والمهجرين قسرًا من بيوتهم.
وأكّد هنية أنّ العدوّ راهن على استعادة المحتجزين والأسرى لدى القسّام والمقاومة في غزة عبر فوهة البنادق والقتل والإبادة الجماعية، وكلّ أشكال الإرهاب، وأعلن أنّه لن يقبل بوقف إطلاق النار، لكنّه وبعد قرابة خمسين يومًا من جرائمه ووحشيّته وأمام صمود الشعب ومقاومته نزل عند شروط المقاومة وإرادة الشعب، ما أدّى إلى التوصل لاتفاق الهدنة وتبادل الأسرى الجزئي الذي دخل حيز التنفيذ صباح يوم الجمعة وسيستمرّ لمدّة 4 أيّام.
وقال هنية إنّ الحركة ملتزمة بتنفيذ الاتفاق وإنجاحه، طالما التزم العدو بتنفيذه كما ترحب الحركة باستمرار المساعي الحميدة لمواصلة الجهود لإنهاء العدوان الصهيوني على شعب فلسطين مقرونًا برفع شامل للحصار عن غزة وتبادل الأسرى ووقف الاعتداء على المسجد الأقصى وتمكين الشعب من ممارسة كافة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير.
كما لفت إلى أنّ حماس لن تغادر مواقعها ولن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه أبناء الشعب قبل المعركة وأثناء المعركة وبعد المعركة، مشيدًا بالموقف العربي والإسلامي بخصوص رفض أيّ تدخّل بمصير القطاع بعد إنهاء العدوان، ورفض التهجير.
وحيّا هنية أهل غزة الذين شكلوا بصمودهم ومقاومتهم العنصر المركزي والمحوري في تحقيق هذا التراجع في موقف العدو وحلفائه، وحيا كذلك شعب فلسطين في الداخل والخارج، وجماهير الأمّة العربيّة والإسلاميّة، والأحرار في كلّ عواصم العالم ومدنه، مشيدًا بمواصلة حراكهم وتضامنهم وفعاليّاتهم الجماهيريّة المشرّفة التي تنتصر لغزَّة ومقاومتها، ومعركة فلسطين نحو الحرية والتحرير، داعيًا إلى مواصلة هذا الجهد المقدر وتصعيده بكلّ الوسائل، وفي كل الساحات والميادين.
كما وجّه التحيّة إلى المقاومة الإسلاميّة في لبنان الذين يواجهون على طول جبهة الجليل الفلسطينيّ المحتل وقدموا في سبيل ذلك عشرات الشهداء، إلى جانب شهداء شعب فلسطين في لبنان، وخصّ أيضًا بالتحية اليمنيّين الذين عبّروا بقوة واقتدار عن غضبهم تجاه العدو الصهيوني وتضامنهم مع أهل غزة وفلسطين على طريقتهم الخاصة، وشكر المقاومة العراقية التي تشارك في هذه المعركة برجولة وشهامة، وفق تعبيره.