صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحیم
للأسبوع الرّابع على التوالي، يواصل شعبُ البحرين، بكلّ انتماءاته من الشّيعة والسّنة، الثّبات على موقفه الرّاسخ في دعم أهلنا الصّامدين في فلسطين المحتلّة، مؤكًدا انتماءه للمقاومة التي هزّت الكيانَ الصّهيوني. كما يجدّد شعبنا، بكلّ الوسائل، مقاومته التّطبيع مع العدو الصّهيوني، وملاحقة وكر السّفارة التّجسّسي في المنامة، حتى إغلاقها وطرد السّفير الصّهيوني من أرض البحرين الطّاهرة.
لقد حرص شعبنا العزيز على إعلان البراءة من مواقف الطّاغيةِ (حمد) وعصابة كيانه غير الشّرعي، واستنكار تصريحاتِ حكومة ابنه المتصهين (سلمان)، والذي أطلقَ العنانَ لنفسه والعاملين معه للاصطفاف الأعمى مع المحور الصّهيونيّ- الأمريكيّ، ومعاداة أهلنا في غزّة ومقاومتها الأبيّة، كما أعطى الضوء الأخضر لقمع المشاركين في مسيرات النّصرة لغزّة والمقاومة واستهدافهم.
إنّ شعبنا المقاوم في البحرين لن يُضيع البوصلة، مهما تعرّض للقمع والتّنكيل، وهو ماضٍ في معركة الحريّة والتّحرير معًا، وذلك على طريق الخلاص من الكيانِ الخليفيّ المطبّع، وها هو اليوم – مهما طغى وتجبّر – يترنحُ خوفًا وعجزًا وعلى طريق الزّوال، بإذن الله تعالى، وفي المسافةِ ذاتها مع سقوط الصّهاينة واندثارهم من الوجود.
وفي هذا الإطار يشير المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير بموقفه الأسبوعيّ إلى العناوين الآتية:
1- لا يتوانى الطّاغية (حمد) وعصابته المغتصبة للسّلطةِ في البحرين عن ممارسةِ أبشع صنوفِ العمالةِ لإرضاء أسياده الأمريكان والصّهاينة بما قلّ نظيره على مدى التاريخ المعروف بين الحكّام العرب وملوكهم الذين يعمدون إلى إخفاء أكاذيبهم ونفاقهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، غير أنّ (حمد) وكيانه المجرم بلغا مستويات غير مسبوقةٍ في الاستخفاف بكرامةِ المواطنين، والاستهتار بمبادئ الأمّة وقيمها. وما يزيد الأمر استهجانًا مع كيانِ آل خليفة هو وقاحتهم في إظهار أنفسِهم أبرياء من الجرائم، عبر أداء مسرحيّات لا تنطلي على أحد، من قبيل جمْع أموال الدّعم لغزّة، وتسيير قوافل الإغاثة، والدّعوة إلى التوسُّل بالدعاء لأطفال غزّة، وكأنّهم لم يطبّعوا مع الصّهاينة إلى أقصى الحدود، وفتحوا لهم البلاد بلا قيود، لتحويلها إلى مستوطناتٍ وأوكار تجسّس تُدار فيها مشاريع الفتن داخل دول المنطقة.
2- في الوقت الذي نعبّر فيه عن إدانة فحش الكيان الخليفي في معاداته للأمّة وضرورة التصدّي له؛ فإنّنا لا نشعر بالصدمةِ والمفاجأة، فهذا الكيانُ المجرم تأسّس على القيم البغيضة ذاتها التي قام عليها الكيان الصهيونيّ، حيث ارتكب جرائم الاحتلال في أرضِ البحرين، واستوطن الأراضي بعد سرقتها من أهاليها الأصليّين، واستعمل كلّ وسائل العنف للسيطرة على الحكم. إنّ رؤيتنا في المجلس السّياسيّ أنّ هناك تطابقًا كاملًا بين الكيانين: الخليفيّ والصّهيونيّ، وذلك في طريقة التّأسيس المشين، وفي وسائل سرقة الثّروات والأراضي، وفي اضطهاد المواطنين الأصليين وإبادتهم ماديًّا وثقافيًّا، وهذا التّطابق نراه ينسحب أيضًا على المصير المشترك لكلا الكيانين، فالسّقوط الأكيد هو نتيجة حقّة لهما، لأنّهما يفتقدان شرعيّة الوجود والاستمرار، وطبيعتهما العدوانيّة الاستيطانيّة تتنافى مع الحياة السّليمة، والتّعجيل بسقوط كيان آل خليفة، وكما هو الحال مع كيان الصهاينة؛ بحاجةٍ إلى نهضةٍ حقيقيّة ومقاومة شاملة، وتنظيم الجهود والطّاقات، والاستفادة من التّجارب، والتّخطيط والتنسيق بين الإخوة المؤمنين، ومع الأصدقاء الصّادقين في كلّ مكان.
3- في هذا المجال، نخصَّ بالذّكر الجميل والثناءِ الكبير إلى الجيل الثّوري الصّاعد في البحرين، والذي كان الخليفيّون وأسيادهم يراهنون على القضاء عليه ومحاصرته في بيئته ومعيشته ورموزه وثقافته الأصيلة، ولكنّه أظهرَ الوعي والبصيرة والشّجاعة في المحطّات الأساسيّة التي تتطلّب التّفاني والإٍقدام والدّفاع عن الثّوابت، وبينها قضيّة فلسطين ونصرة المقاومة ومحورها الشّريف. إنّ الرسالة التي تقدّمها الطلائع الشّابة وهي ترفع أصواتها وقبضاتها لنصرة غزّة والمقاومة تمثّل النّموذج الساطع والرّد القاطع، والبُشرى بالجيل العظيم الذي سيحرّر البحرين كما فلسطين من دنس القتلة المحتلّين، وإنّنا نضعُ هذا الرّهان أمام الجميع، داعين إلى الاطمئنان إليه والاستناد إليه ورعايته بكلّ السّبل، فهو رهانٌ لا يخيب أبدًا، لأنّه مسنود إلى إيمانٍ راسخ، وعقيدةٍ صلبة، وإرادةٍ من كربلاء الحسين (عليه السّلام).
4- نكرّر القول إنّ عمليّة «طوفان الأقصى» أماطت اللّثام عن الوجه القبيح للمستعمرين الجُدد وما يرفعونه من حضارةٍ غربيّة متوحشّة، هي الحضارة المزعومة التي تبرّر، دون حياء أو تردّد، لآلةِ الحرب الشّيطانيّة التي يطلقها الصّهاينة المجرمون ضدّ غزّة وشعبها المظلوم منذ أكثر من 20 يومًا، لتدمّر الحجرَ والبشر، من دون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان أو القواعد المتعارف عليها في الحروب، باستهدافِ الأطفال والنّساء والمرضى، وتدمير المنازل والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات وملاجئ المدنيّين. لقد كشفت هذه الحربُ المجنونة مدى وحشيّة العقل الاستعماريّ للشّيطان الأكبر الأمريكيّ، وافتضاح كلّ شعارات حقوق الإنسان والتحضّر المزيّف الذي يتغنّى به المستعمرون الغربيّون، وأصبح من الواضح أنّ أهم النّتائج التي أسفر عنها العدوانُ الصّهيونيّ- الأمريكيّ هو سقوط حضارة الغرب المتوحّش، ونهايتها الوشيكة مع نهاية الغزاة المجرمين، وهو ما سيكون عنوانًا فكريًّا وحضاريًّا للصّراع الأهمّ الذي تمثّله المقاومة الشّريفة في مواجهةِ هذا المحور الشّيطانيّ، وأذرعه من المطبّعين الخونة الذين يخدمون العدوانَ بإعلامهم المأجور، ومشاريعهم الخبيثة التي تستهدف ثقافة شعوب المنطقة وقيمها.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 30 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023م
البحرين المحتلّة