قال خطيب صلاة الجمعة «سماحة الشّيخ محمّد صنقور» إنّ العدوان الصهيونيّ الهمجيّ يستمرّ على أهل غزَّة بغطاءٍ دوليّ، وهو عدوان لم يستثنِ محرمًا لم يرتكبْه، فهو يذبح ويفتِك ويحرق ويهدم البيوت على ساكنيها، ويدمِّر الأحياء والمرافق الحيويّة، وقد منع الماء والغذاء والدّواء عن المواطنين.
وأضاف سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في «بلدة الدّراز» غرب العاصمة المنامة، أنّ مشاهد الدمار المروِّعة والدماء والأشلاء وجثامين الأطفال والنّساء بمرأى ومسمعٍ من أدعياء الرعايّة لحقوق الإنسان، فلا يرقّ لهم قلب ولا يرفُّ لهم جَفن، بل لا يُخفون دعمهم غير المحدود وتأييدهم وإغراءهم للكيان الصهيونيّ بالمزيد من الفتك والتنكيل بالأبرياء الآمنين تحت ذريعة الدفاع عن النّفس.
وأكّد الشيخ صنقور أنّ المدنيّين الذين يُقتلون وتُدمّر منازلهم لا شأن لهم برجال المقاومة الذين أذلّوا هذا الكيان المتغطرس وطوَّقوه بعارٍ سيظلّ سُبَّةً على جبينه ما بقيَ الدهر، وأنّ المقاومين نفّذوا عمليّة «طوفان الأقصى» سعيًا منهم في استعادة أرضهم المغتصبة ودفاعًا عن مقدَّساتهم المستباحة وحمايةً لأرواح أبنائِهم، حيث لا سبيل إلى حمايتها إلا بالقصاص العادل ممَّن لا يرعى فيهم وفي دماء أبنائهم إلًّا ولا ذمَّة، معتبرًا أنّ آلة القمع والفتك التي تحصد الأرواح وتبعثر الأشلاء وتُهلِك الحرث والنسل في غزَّة شاهد حيّ على تاريخٍ طويلٍ من العدوان والجرائم والفظائع التي ارتكبها ويرتكبها العدوّ الصهيونيّ الغاشم.
واستنكر مزاعم الولايات المتّحدة الأمريكيّة والغرب بشأن حقّ الكيان الصهيونيّ في الدفاع عن نفسه، متسائلًا: أيّ دفاعٍ عن النفس يتبجَّح به الغرب الكاذب ولقيطه يقيم بأرضٍ ليستْ له وينعَم بخيرات أبناء الأرض بعد أنْ قتل منهم مَن قتل وشرَّد مَن شرَّد، وها هو يعمل على التهجير القسريّ لمَن بقيَ منهم لتصفوَ له أرض فلسطينَ؟ وهي أُمنية لن يحظى بنوالِها وإنْ تآزر على تمكينِه منها الغرب والشّرق.
وأشاد سماحته بعزم شعب فلسطين على التمسُّك بأرضِ غيرَ عابئ بالثمن الباهظ الذي يتكبَّده في سبيل ذلك، فأبناؤه يُدركون أنَّ صمودهم وتمسّكهم بتراب أرضهم وحده السبيل لإجهاض مشروع «إسرائيل» الرامي إلى تصفية قضيّتهم وفرْض واقعٍ جديدٍ على الأرض، داعيًا الأمّة العربيّة والإسلاميّة إلى مؤازرتهم في ذلك.
وأعرب الشيخ صنقور عن الحُزن والأسى على ضحايا المشفى الأهلي المعمداني الذي نتجَ عن محرقةٍ مهولة أحدثَها الكيان الصهيونيّ عن عمدٍ وسبْق إصرارٍ بالمرضى والنّساء والأطفال والأطباء والممرّضين، ليعبِّر بهذا الفعل الشنيع عن كمال خسَّته ودناءة طبعه ويسعى به ضمن سعيه الخبيث إلى قسر أبناء غزَّة على الهجرة من أرضهم.