بسم الله الرحمن الرحيم
يجدّد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تأكيده أنّ العدوانَ الصّهيوني المتواصل على الشّعب الفلسطينيّ ومقاومته هو عدوانٌ أمريكيّ إمبرياليّ، باتَ يتحرّك – وبوضوح كامل – في إطار المسار الذي أسّست له الحقبةُ الاستعماريّة السّوداء التي عانت منها البشريّة في القرون الماضية.
إنّ العدوان الجاري على شعب فلسطين والمقاومة كشفَ البنية المتوحّشة التي تقوم عليها القوى الاستعماريّة الجديدة، والتي تتأسّس على إعادة إنتاج التوحّش والعنصريّة والعبوديّة، والتّساهل في ارتكاب أبشع الأفعال الدّمويّة، والتّبرير لمرتكبيها المجرمين المرتبطين بدائرة القوى الاستكباريّة، وإضفاء الشّرعيّة عليهم والحماية لهم، في مقابل استعداء الضّحايا وأصحاب الحقوق.
وفي ظلّ التطوّرات المتلاحقة، ولا سيّما بعد مجزرة «مستشفى المعمداني»، يسجّل المجلس السّياسي المواقف الآتية:
1- يمكن إجمال أهمّ المفاعيل التي أسهمت بها عمليّة المقاومة البطوليّة في السّابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل في هذه العناوين:
– أوّلَا: إسقاط الوعي الصّهيونيّ والأمريكيّ الاستعلائيّ، وخلخلة الأساطير التي روّجها هذا العقل، من قبيل أكذوبة القوّة التي لا تُقهر، وعدّ الغرب الاستعماريّ المركز الذي يجب أن يدور حوله الجميع.
– ثانيًا: إثبات أنّ للفعل المقاوم قوّته الكبيرة عندما يتأسّسُ على المبادرة والتّخطيط والإيمان العميق.
– ثالثًا: إحراج مشاريع التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني، وتعرية حقيقة المطبّعين وخياناتهم.
– رابعًا: فضْح سياسات النّفاق الغربيّ التي توظّف شعار حقوق الإنسان لصالح تمرير الأجندة الاستعماريّة، وامتصاص ثروات الشّعوب ومقدراتها.
– خامسًا: دفْع الأمّة كلّها للعودة مجدّدًا إلى خطِ المواجهةِ والتّحدّي مع الواجهة الاستعماريّة الجاثمة على فلسطين المحتلّة.
2- شكّلت مجزرة قصف «مستشفى المعمداني» اختصارًا لمستوى التوحّش الذي بلغه العدوّ الصّهيونيّ، وأثبت في الوقتِ نفسه السّقوط الأخلاقيّ والثّقافيّ المدوّي الذي وقعت فيه ما تُسمّى بالحضارة الغربيّة الاستعماريّة الحامية للكيان الغاصب، حيث وضعت تلك المجزرة هذه الحضارة في دائرة التوحّش البغيض والدمويّة غير المسبوقة، ما يدعو إلى اعتماد هذا الحدث الإجراميّ معيارًا في إدارةِ المواجهة الفكريّة ضدّ الهيمنة الثقافيّة الانحلاليّة التي يروّجها الغربُ الاستعماريّ في البلدان المختلفة، وذلك من خلال النّظر إليها على أنّها جزء لا يتجزّأ من الوحشيّة الدّمويّة التي تسكن في أعماق الحكومات والكيانات التي تدور في فلك قوى الاستكبار. ومن ذلك على سبيل المثال جريمة حرق القرآن الكريم، وإشاعة الشّذوذ الجنسيّ.
3- أسهمت جريمة المستشفى في خلق مسارين آخرين في مشروع إسقاط العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ. يتمثّل المسار الأوّل في تصعيد نهضة الشّعوب والأمّة، وتوسيع حراكها التحرّريّ الشّامل. والمسار الآخر يتعلّق بكسْر حاجز الخوف الذي فرضته الحكوماتُ العميلة بعد توالي اتّفاقات التّطبيع، وإجبار الشّعوب عليها، وهو الأمر الذي كان يُخشى أن يؤدي في النّهاية إلى إحداث اختراق صهيونيّ متدرّج داخل الشّعوب، وإلحاقها – بشكل أو بآخر – بالمشروع الصّهيونيّ. وعلى هذا المنوال، كانت التّظاهرات الغاضبة التي شهدتها دول المنطقة، وكذلك الاحتجاجات الثوريّة التي طالت أوكار التجسّس الأمريكيّة، وما فرز عن ذلك من إجماع الأمّة على السّعي الجاد لإسقاط اتّفاقات التطبيع وطرْد السّفراء الصّهاينة من بلداننا.
4- فيما يخصّ البحرين التي يواصل شعبها الوفيّ والمقاوم حضوره الصاعد في ميادين الاحتجاج والمناصرة لفلسطين ومقاومتها؛ فإنّنا نثني على إجماع شعبنا الحاسم والقوي على الوقوف صفًّا واحدًا لمحاصرة وكْر التجسّس الصّهيونيّ في المنامة، والعمل بكلّ الطّرق المتاحة حتى طرد السفير الصهيونيّ خائبًا ذليلًا. إنّ ذلك يدعونا إلى تأكيد المشاركة في تظاهرات «جمعة طوفان الأقصى ٢»، وملء الساحات وكلّ الشّوارع بأعلام فلسطين والمقاومة، وإعلان المجد للمقاومة ومحورها الشريف الثابت على الحقّ، ورفْع الصوت عاليًا بأنّ سفارة الكيان الغاصب في المنامة مستوطنة صهيونيّة مزروعة في أرض البحرين، وأنّها بذلك تكون هدفًا مشروعًا للغضب الشّعبيّ والثوريّ، حتى تطهير البحرين من دنسها وشرورها.
المجلس السياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الجمعة 20 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023م
البحرين المحتلّة