بسم الله الرحمن الرحيم
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف:٢١]
ثمانية أعوام والشعبُ اليمنيّ العزيز تحت راية قيادته الحكيمة والشجاعة المُتمثّلة في القائد المجاهد السيّد عبد الملك الحوثي «أيّده الله» يخوض حربًا دفاعيّة في وجهِ عدوان تقوده أمريكا وأدواتها «السعوديّة – الإماراتيّة»، عدوان ظالم وقذر لم تشهده المنطقة من قبل، ارتُكبت فيه أشنع الجرائم والانتهاكات بحقّ أبناء الشعب اليمنيّ المظلوم، وفُرض الحصار عليه عبر إغلاق المطارات والموانئ، ومُنع إيصال المساعدات الإنسانيّة لضحايا الحرب والحصار.
أعوامُ ثمانٍ تجلّت فيها بوضوح تامّ بشاعة العنجهيّة الشيطانيّة الأمريكيّة، ودورها في تدمير مقدرات شعوب منطقتنا ونهب خيراتها ومصادرة ثرواتها، وذلك من خلال الدفع بأدواتها وأذنابها «حكّام الرياض وأبو ظبي وقزم المنامة المعتوه وغيرهم» إلى تشكيل تحالف عسكريّ- إقليميّ بهدف شنّ حرب مجنونة وعبثيّة على شعب عزيز ابتغى الحريّة، والعيش الكريم، وصون سيادته الوطنيّة.
أمام هذا العدوان السافر طيلة سنوات الحرب العسكريّة والحصار الاقتصاديّ أثبت الشعبُ اليمنيّ شجاعته وصموده الأسطوريّ، والذي عبّر عنه برفضه الاستسلام والخنوع لمطامع الأمريكان وأدواته من أقزام الخليج، بل لبّى نداءات التعبئة العامّة، فَرفدَ الجبهات بأبنائه المجاهدين «قوّات الجيش واللجان الشعبيّة» الذين رسموا أعظم المواقف البطوليّة منقطعة النظير، كما شهدت ساحات اليمن وميادينه زحفًا بشريًّا مليونيًّا في كلِّ موقف ومحفل ليُعلن أبناؤه للعالم أجمع: «باقون هنا ولن نركع».
لقد نجح اليمنيّون على مدار سنوات الحرب والحصار في الخروج من بين الركام والدمار، ليفاجئوا العالم بعقولهم النيّرة وقدراتهم الذاتيّة في الصناعة العسكريّة وتطوير أسلحتهم من مسيّرات وصواريخ بمديّات متعدّدة لتدكّ عواصم العدوان وتفرض معادلات توازن الرّدع، وتفشل كلّ الأهداف الأمريكيّة الرامية لاحتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته، وتبدّد أحلام حكام الخليج في إبقاء شعب اليمن خارج التاريخ والجغرافيا، بل لا يزال الصمود اليمنيّ قادرًا على إسقاط كلّ خياراتهم التكتيكيّة الأخرى، وتلاعبهم في الوقت، وإبقائهم المشهد اليمنيّ في اللاسلم واللاحرب، وسعيهم إلى تأجيج الصراع الداخليّ بين أبناء الشعب الواحد.
في اليوم الوطنيّ للصمود اليمنيّ في وجه العدوان الأمريكيّ- الصهيونيّ عبر أدواته «السعوديّ والإماراتيّ» نشاطر شعب اليمن العزيز المصير المشترك في مواجهة هكذا عدوان على منطقتنا وشعوبنا وثرواتنا، ونشدّد على تعزيز مسارات العمل الجهاديّ والسياسيّ حتى طرد كافة القوّات الأمريكيّة من أوطاننا، وقطع أيدي أدواتهم عن التدخّل في شؤوننا. كما نجدّد للشعب اليمنيّ الشجاع والأبيّ موقفنا الدّاعم لصموده وثباته على حقّه في تقرير مصيره، ونيل استقلاله وسيادته الوطنيّة الشاملة، على أمل أن تحتفي جميع شعوب المنطقة- قريبًا – بتحرير أوطانها من الاحتلال الأمريكيّ – الصهيونيّ وعملائه.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير
الأحد ٢٦ مارس/ آذار ٢٠٢٣م