فقلّما تصدر قراراته بإرادة منفردة مستقلّة، بل لا يخجل من إعلانها بعد أوامر أسياده، فقد باع ماء وجهه منذ زمن طويل من أجل عرشه المتهاوي.
و«قرارات» هذا النظام التابع تتلوّن في كلّ مرّة وفقًا لمصدر الأوامر، فأحيانًا تكون غربيّة وأحيانًا سعوديّة وإماراتيّة وفي هذه الأيّام باتت ممهورة ببصمة صهيونيّة علنًا.
أمس رأى العالم أجمع كيف حاول عبر أجهزته ومرتزقته منع عشرات المواطنين المسلمين الغيورين على دينهم من الاحتجاج على الإساءة للقرآن الكريم بموافقة من حكومات أوروبيّة، وهو الذي – إن تجاهلنا أنّه نظام يدّعي الإسلام- يتبجّح دائمًا بتبنّيه شعار «التسامح بين الأديان»، لكنّه اعتقل مجموعة من المحتجين على الإساءة للإسلام.
أمّا اليوم، فبينما يحتفي الأحرار في العالم بالعمليّة البطوليّة للشهيد «خيري علقم» الذي ثأر لدماء الفلسطينيّين التي سفكت منذ أيّام قليلة في جنين، حيث قتل الصهاينة الأبرياء منهم بدم بارد وهو ما لم يستنكره هذا النظام أو يراه جريمة لحليفه الصهيونيّ، صدر بيان من وزارة خارجيّته يدين هذه العمليّة بعد وصفها بالهجوم الإرهابيّ.
اللافت توقيت البيان الذي كالعادة أتى بعد بيانات أسياده، وألفاظه التي لم ينتقها بل واضح من أسلوب هذا البيان الركيك من أعدّه وكتبه، وبقي نشره طبعًا على وسائل إعلامه الخائنة أكثر منه.
هذه التبعيّة والمذلّة لا تلحق إلّا بهذا النظام الصغير المتهاوي، فشعب البحرين بمعارضته وأبنائه الأباة موقفهم واضح من التطبيع مع كيان الاحتلال، وهو الرفض المطلق والبراءة منه، وما الصور التي نراها للعلم الصهيونيّ وهو يداس بأقدام البحرانيّين في أغلب حراكهم إلا خير دليل على ذلك.
عمليّة القدس البطوليّة أوجعت الصهيونيّ في عقر داره وأوجعت المطبّعين معه، وهي فخر لكلّ حرّ أبيّ يؤمن بأنّ فلسطين قبلته.