قال الأمين العام لحزب الله «سماحة السيّد حسن نصر الله» إنّ ما علّمته السيّدة زينب «ع» في موقفها الشجاع في كربلاء ومجلس يزيد هو أن لا مكان لا للاستسلام ولا للضعف ولا للوهن ولا للهوان ولا لقبول الذُّل ولا للتراجع، بل للمضي استنادًا إلى كلّ هذا التاريخ الحافل.
وأشاد سماحته في كلمته بختام المسيرة الكبرى التي نظّمها حزب الله في مدينة بعلبك لمناسبة أربعين الإمام الحسين (ع)، والتي انتهت باحتفال حاشد أقيم أمام مقام السيّدة خولة «ع» يوم السبت 17 سبتمبر/ أيلول 2022، بمسيرة الأربعين هذه الأيام في العراق التي تخطّى فيها عدد الزوّار العشرين مليون، جاؤوا من مختلف البلدان، وقطعوا مشيًا مئات آلاف الكيلومترات من البحر، من الخليج، من شواطئ البصرة الى كربلاء.
وأكّد سماحته أنّ هذا الحدث الإنسانيّ المعنويّ الإيمانيّ البشري الضخم الهائل الذي لا مثيل له في التاريخ في نهاية المطاف يفرض نفسه على العالم كلّه، فكلّ المحاولات في التاريخ لمنع هذه الزيارة سقطت، واليوم لا يستطيعون أن يمنعوا هذه الزيارة لا بالقتل ولا بالسيارات المفخخة ولا بالتخويف ولا بالترهيب ولا بالتعقيدات الإدارية الموجودة والقائمة في كثير من دول العالم التي تمنع الزوار من المجيء إلى الحسين «ع»، لذا يلجؤون اليوم إلى محاولة تشويهها والإساءة إليها وإلى زوّارها ورجالها ونسائها، ولكن هذه الظاهرة هي أضخم من كلّ محاولات هؤلاء الكائدين والمعادين وكيدهم.
وتوجّه السيّد نصر الله بالشكر إلى الشعب العراقي من مسؤولين، وجهات رسميّة وشعبيّة وعلمائيّة ومرجعيّة، كما شكر كلّ الذين نظّموا المواكب على طريق بعلبك، وأقاموا المضايف وتحمّلوا كلّ الأعباء.
وذكر سماحته ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، في 16 – 17 – 18 سبتمبر/ أيلول عام 1982 التي ارتكبها «من هو معروف للبنانيّين والفلسطينيين والعالم»، وبرعاية العدو «الإسرائيلي»، حيث بلغ عدد الشهداء بحسب بعض الإحصائيّات الرسميّة نحو 1900 شهيد لبنانيّ و3500 فلسطينيّ ومن 300 إلى 500 مفقودي الأثر.
وتطرّق السيّد نصر الله أيضًا إلى مجزرة 13 سبتمبر/ أيلول 1993، التي سقط فيها عشرة شهداء بينهم امرأتان، في أثناء تظاهرهم تنديدًا باتفاقيّة أوسلو.
ورأى سماحته البيان الأخير الذي أصدرته قيادة حركة حماس حول إعادة ترتيب العلاقات مع الجمهوريّة العربيّة السوريّة وتعزيزها، والإشادة التي صدرت في بيانهم بحقّ، بدور سوريا قيادة وشعبًا، واحتضانها للشعب الفلسطينيّ ولفصائل المقاومة الفلسطينيّة وللقضيّة الفلسطينيّة، أنّه موقف متقدّم جدًا.
وحول ترسيم الحدود البحريّة واستخراج النفط والغاز في لبنان، أكّد أمين عام حزب الله أنّ المهم أن لا يحصل استخراج من حقل كاريش المتنازع عليه إلى أن يتم ترسيم الحدود البحريّة، وحصول لبنان على مطالبه المحقة، وقال «في اليومين الماضيين تناقلت أخبار أنّه سيبدأ الاستخراج ولو التجريبي، فبعثنا برسالة بعيدًا عن الإعلام، بعثنا برسالة قويّة جدًا، وقلنا إذا بدأ الاستخراج يعني وقع المشكل، وقع المشكل، وحصل توضيح علني من قبل الإسرائيليّين، أنه لا، هذا ليس استخراجًا وليس ضخًّا للغاز والنفط من كاريش إلى الساحل، وإنما هو بالعكس من أجل تهيئة الأنابيب ليوم الاستخراج».
وجدّد تثبيت المعادلة أنّه لا يمكن السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش المتنازع عليه قبل أن يحصل لبنان على مطالبه المحقة، مشدّدًا على أنّ الصهيونيّ لديه من المعطيات الكافية هو والأمريكي والأوروبيّين على جديّة موقف المقاومة، وأنّ هذه لا حرب نفسيّة ولا مزاح مع أحد، و«لكن إذا فرضت المواجهة لا مفرّ منها على الإطلاق».