أقامت اللجنة الشبابيّة والطلابيّة لدعم القضيّة الفلسطينيّة، يوم الإثنين 15 أغسطس/ آب 2022 «مهرجان وحدة الساحات»، احتفاءً بانتصارات المقاومة في فلسطين، وذلك في قاعة «الشهيد خالد علوان» في العاصمة اللبنانيّة بيروت، بمشاركة حاشدة من المنظّمات الشبابيّة والطلابيّة اللبنانيّة والفلسطينيّة والعربيّة، وممثّلين عن أحزاب وجمعيّات سياسيّة، ومن بينها وفد من ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير.
وقد ألقى ممثلّو المنظّمات كلماتهم التي حيّوا من خلالها صمود شعب فلسطين، وأشادوا ببطولات أبنائه، حيث قال الناشط البحرانيّ «مصطفى أحمد» إنّ كلّ الأشياء تنقضي إلّا المواقف وكلمات الحقّ التي تأتي في عُمق المواجهةِ مؤكِّدَةً رفض الاستسلام للمهانة والركون. وكذا كانَت «وحدة السّاحات».
وأضاف في كلمته التي ألقاها باسم شباب البحرين «إنّ نسيمَ فلسطينَ المعبّق بعطر بواريد فتيانها، وأديمها المضمّخ بدماء فرسانها.. آياتُ صدقٍ على أحقيَّة مواجهةٍ يبذلُ فيها كبارها وصغارها النّفْسَ والنّفيس».
ورأى أحمد أنّ المواجهة تبرهنُ جدوائيَّة هذا المسير، وصوابيّة الخيار البصير الذي يحتّم على كلّ ضَيْفٍ في هذه الحياة أنْ يسلكها لئلّا يكونَ عبئًا فوقها وضيفًا ثقيلاً عليها.
وأضاف أنّ هذا اللقاء الذي جمع شباب العرب يؤكّد أنّ فلسطين أقرب، وأنّ قبّة أقصاها باتت ترى من كلّ عاصمةٍ يسكنها شريفٌ ناهض، يقول ملء قلبه ولسانه ويده كلمة «لا».
وشدّد الناشط البحرينيّ على أنّ سواعدَ هؤلاء الأبطال قد غيّرت كلّ الحسابات والمعادلات، فأحالت الأميال الفاصلة بين أبناء الشعوب العربيّة إلى أنفاسٍ متّصلة، وغيّرت لُغات الأحرار وألسنتهم في مختلف البقاع إلى لغة القبضات الثائرة، وأعادت تدوير كلّ الحسابات بأنّ العدوّ يتلاشى وإن بطَشْ، موجّهًا التحيّة إلى شهداء فلسطين ومجاهديها.
وجاء في كلمة التعبئة التربويّة في حزب الله إنّ الحقّ في زمن الانبطاح يعرف من فلسطين والمجاهدين فيها.
وأكّدت أنّ «مهرجان وحدة الساحات المقاومة» أفشل محاولات العدو الذي دأب طيلة العقود الماضية على العمل من أجل تفكيكها وتمزيقها وبعثرة جهودها، وأنّ هذه الأمّة على امتداد المحور ما بخلت يومًا في تقديم قادتها قرابين على مذبح الحريّة وطريق الحقّ، مشدّدة على أنّ الأمة التي قادتها شهداء هي أمة منتصرة لا محال.
وركّزت التعبئة التربويّة على نقاط ثلاث هي:
الأولى: أنّ ثبات المجاهدين في حركة الجهاد الإسلامي في غزّة وصمودهم خلال الجولة الأخيرة من المعركة يؤكّدان مرّة جديدة صلابة المقاومة الفلسطينيّة رغم كلّ الحصار والضغوطات، وأنّ إعلان «وحدة الساحات» دقّ آخر مسمار في نعش الاحتلال الذي أثبت مرّة جديدة أنّه أوهن من بيت العنكبوت، وأنّ هذا الكيان المؤقت زائل لا محال.
الثانية: الكشف أنّ العدو أصبح عاجزًا عن حسم المعركة مع فصيل فلسطينيّ أوحد، وهذا تبدّل كبير بموازين الردع.
الثالثة: لقد تسبّب غدر العدو وإجرامه الذي تمثل بسفك دماء المدنيين من النساء والأطفال، بإحراج حلفائه المطبّعين الذين جهدوا في أن يجمّلوا صورة العدو ويصوّروه على أنه «حمامة سلام».
وقالت رابطة بيت المقدس لطلبة فلسطين في حركة الجهاد الإسلامي إنّ العدو الصهيونيّ حاول بعد مرور أكثر من عام على معركة «سيف القدس» فرض معادلة جديدة لتقسيم ساحات المقاومة الفلسطينيّة، أي الفصل جغرافيًّا بين الفلسطينيّين، والاستفراد بفصيل واحد دون غيره هو «حركة الجهاد الإسلامي»، مؤكّدة أنّ العدو لم يكن يتوقع أن تكون المعركة بهذه القوّة التي كسرت هيبته وهزت أركانه.
ولفتت الرابطة إلى أنّ العمليّة التي أطلقت عليها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اسم «وحدة الساحات»، والتي جاءت ردًّا على عدوان العدو الصهيونيّ في 5 آب الجاري على قطاع غزّة تحت مسمى عمليّة «طلوع الفجر»، والذي بدأه باغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس «تيسير الجعبري»، معركة مستمرّة وقد حافظت الحركة من خلالها على معادلات معركة «سيف القدس» وإنجازاتها.
ورأت أنّ عمليّة اغتيال الجعبري فتحت النار على العدو الصهيوني الذي أحرقته صواريخ سرايا القدس وقوى المقاومة ومسيّراتها. وحقّقت نصرًا جديدًا، وثبتت القاعدة «أنّ الاعتداء على المقاومين في الضفّة، والشيخ القائد بسام السعدي لن يمرّ مرور الكرام، وأنّ الشعب الفلسطيني لن يتحوّل إلى مجموعات منفصلة».
وأضافت رابطة بيت المقدس لطلبة فلسطين أنّ معركة «وحدة الساحات» انتهت بعد 55 ساعة من المواجهة بين المقاومة الفلسطينيّة، وعلى رأسها سرايا القدس في قطاع غزّة، والاحتلال الصهيوني، مشدّدة على أنّ المقاومة قدّمت خلالها خيرة رجالاتها وعلى رأسهم «القائدان الجهاديّان الكبيران تيسير الجعبري قائد المنطقة الشماليّة لسرايا القدس، وخالد منصور قائد المنطقة الجنوبيّة في سرايا القدس»، لتؤكّد الحقيقة الأهم التي تعدّ أهم الخلاصات الفلسطينيّة بعد أكثر من قرن من المواجهة مع المحتلّين، ألا وهي أنّ المقاومة وحدها هي السبيل الناجع لتحقيق الأهداف الوطنيّة السامية، وأنّ الشعب الفلسطيني المؤمن الصابر المحتسب لم يتراجع أو يستسلم ولن يتراجع، بل سيبقى يقدّم أعلى ما عنده وأسماه وأغلاه، وأنّه لا يبخل بقادته قرابين للحريّة والعدالة.
وكان لقسم الشباب والتربية في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقطاع الشباب في حركة حماس، ومكتب الشباب والرياضة المركزي في حركة أمل، وفرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في لبنان، واتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد)، والمكتب الطلابي الحركي لحركة فتح- إقليم لبنان، والمنظّمة الشبابيّة والمكتب الطلابي في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، ومنظّمة الشبيبة التقدميّة الفلسطينيّة، ولجنة العلاقات العامة في مصلحة طلاب زاواريان في حزب الطاشناق، وحركة الناصريّين الديمقراطيّين (المرابطون)، كلمات أكّدوا فيها أنّ المقاومة هي السبيل الأنجع لدحر العدو الصهيونيّ.
ووجّه الحاضرون من مسؤولين وشباب في ختام «مهرجان وحدة الساحات» التحيّات للمقاومين الأبطال، أصحاب الانتصارات على العدو الصهيوني، وشدّدوا على أنّ الكيان الصهيونيّ زائل حتمًا، وأنّ الاحتفال القادم سيكون في فلسطين ببركة المقاومة.