استنكر سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم الجريمة المروعة التي نفّذها النظام السعوديّ يوم السبت 12 مارس/ آذار 2022، بإعدامه 81 معتقلًا بينهم 41 من أهالي القطيف و3 يمنيّين من أنصار الله.
وشدّد سماحته في بيانه يوم الإثنين 14 مارس/ آذار 2022 على حرمة دم المسلم، وعظم تبعات الاستخفاف بها، مؤكّدًا أنّه لو كان للدين لسان ناطق لأنكر مجزرة الإعدامات التي طالت المسلمين من أهل القبلة.
وهذا نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أشدَّ حُرمة الدَّم المُسلِم في الإسلام، وما أشدَّ استخفاف حكّام مسلمين به، وما أعظمها من تبعاتٍ بالغة الخطورة على أمن الأمّة، واستقرارها، ونفسيّات أبنائها مما يؤدي إليه هذا الاستخفاف.
وما كان هذا إلاّ لتاريخٍ طويلٍ صَمَتَ فيه صوتُ الأمّة عن إنكار المنكر والأمر بالمعروف، وكلّما تكرّست هذه الحالة وطالَ الصمتُ تبلَّد الضمير الإسلاميّ والإنسانيّ، وعَلَت موجاتُ الظلمِ، وسَفْكِ الدم الحرام، وانفتح الطريق بلا أيّ عائقٍ إلى انتهاك الحرمات، وللفساد في الأرض.
وإنّه لو كان للدّين لسانٌ صائتٌ ناطقٌ كلسان الإنسان لامتلأت كلّ آفاق الدنيا بالإنكار المدوّي -الذي يصمّ الآذان منه- لمجزرة الإعدامات للعدد الضّخم من المسلمين من أهل القبلة والتي جرت في شبه الجزيرة العربية، وليس إلا للمطالبة بالحقوق التي أوجبها الله لعباده على كلّ من يتولّى أمر الحكم فيهم.
رَحِم اللهُ شهداءَ هذه المجزرة، ورَفَعَ درجتهم في الجنّة، ورَبَطَ اللهُ على قلوب ذويهم بالصبر والسلوان الجميل، وقلوب الأمّة المؤمنة التي تشاركهم المُصابَ وألمَه العميق.
عيسى أحمد قاسم
١٤مارس ٢٠٢٢م