أعلن قياديّو «لقاء المعارضة في الجزيرة العربيّة» الانفتاح على جميع التوجّهات والقوى لمواجهة استبداد النظام السعوديّ، في ظلّ استمرار سياسة القمع والاستبداد التي يمارسها حيال أهالي الجزيرة العربيّة، وإمعانه في الفساد وإهدار المال العام.
جاء ذلك عبر كلمات ألقتها مجموعة من المعارضين في الجزيرة العربيّة في ختام الفعاليّات التي أقيمت بمناسبة الذكرى السنويّة السادسة لاستشهاد الشيخ نمر باقر النمر، في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، حيث أطلقوا تدشين «لقاء المعارضة في الجزيرة العربيّة».
وقد تناول قياديّون في «لقاء المعارضة» جوانب مختلفة للحديث عن هذه المبادرة عبر مقاطع فيديو مسجّلة بثّتها قناة «نبأ»، ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعيّ، حيث قال القياديّ «الدكتور فؤاد إبراهيم» إنّه «في لقاء هناك تشخيص واضح ودقيق للواقع السياسيّ الحاليّ في الجزيرة العربيّة، وأيضًا لآلية التغيير ومستواه، ولذلك لا نرى في التغيير الجزئيّ والتغيير التدريجيّ سبيلًا للنهوض بالواقع السياسيّ الحالي، ومعالجة أزمات مزمنة أحدثها الخلل التأسيسيّ للدولة الوراثيّة الشموليّة، في الجزيرة العربيّة»، وأوضح إبراهيم أنّ المشكلات التي تتعرّض لها البلاد ليست مشكلات تتعلّق بالبطالة وحدها، أو الفقر فقط أو سوء الخدمات، بل هي مشكلة دولة بكلّ تجهيزاتها السياسيّة والاقتصاديّة والإيديولوجيّة، وهذه المشكلات هي المسؤولة عن إنتاج أزمة بنيويّة تطال كافة جوانب الحياة، وتستهدف المكوّنات السياسيّة قاطبةً، مؤكّدًا أنّ المطلوب هو التغيير الشامل.
وأكّد القياديّ «حمزة الشاخوري» أنّ النظام السعوديّ الذي صُنع في المنطقة عبر أيادي الإنجليز وبرعاية الأمريكيّين بهدف رعاية مصالح الكيان الصهيونيّ منذ نشوئه في المنطقة لا يمكنه أن يلبّي مطالب الشعب، ولا أن يكون وفيًّا لمبادئ الأمّة الإسلاميّة وقيمها، ولذا جاء قرار تدشين تحالف «لقاء المعارضة في الجزيرة العربيّة» وفاءً لدماء الشعب وتضحياته، وأنّات المعتقلين الذين اعتقلوا وقتلوا أو أفرج عنهم، ووفاءً لجميع التضحيات التي بُذلت طوال قرن في سبيل مقاومة إرهاب آل سعود وديكتاتوريّتهم. وأضاف «ستبقى تطلّعات شعبنا وآماله وأهدافه ومطالبه هي بوصلة عملنا وحراكنا وسنبقى أوفياء لتضحياته ولمعتقلينا وشهدائنا ولكافة أبناء شعبنا الأحرار والأوفياء». وأوضح القياديّ «الشيخ جاسم المحمد علي» من جهته أنّ المتأمّل اليوم في ما يجري من منعطفات سلبيّة للحياة الاجتماعيّة في الجزيرة العربيّة يجد أنّها تعبّر عن تحدّيات وتهديدات بنيويّة عسيرة هي من نوع الرهانات الوجوديّة التي تلامس قيم المجتمع، وتستدعي أصحاب الضمائر الحيّة لأن ينهضوا لإنقاذ مجتمعهم الداخليّ من براثن النظام السعوديّ، ويكون ذلك من خلال تشكيل مشروع تغييري ممانع وشامل، وهو مشروع يكون من أبرز أدبيّاته أنّه لا يتعاطى مع الفعل الثوريّ والتغييري بوصفه نزهة أو تسلية بل يراه خيارًا حصريًّا ومرجعيًّا للخروج من ساحة الظلم والاستعباد والانحراف، والسبب في ذلك أنّ السلطة السعوديّة تجاوزت الخطوط الحمر على الصعيد الأخلاقيّ والثقافيّ والسياسيّ، مشدّدًا على ضرورة إعادة رسم الأولويّات في نشاطات الساحة بالطريقة التي تأخذ بالحسبان أنّ العهد السلماني بات يصدّر الوباء الثقافيّ والأخلاقيّ بالشكل الذي يفتّت الهويّة الدينيّة والصورة الإسلاميّة من خلال مناشط جهازه الاستخباري ومفاعيل ماكينته الإعلاميّة وأدواته الثقافيّة الناعمة حتى يقتل البقية الباقية من عزّة المجتمع وكرامته، إلى ذلك تسلّمه قيادة أكبر جريمة بحقّ الأمّة وهي قيادة المشهد التطبيعيّ مع الكيان الصهيونيّ، وهو ما يلزم مواجهة هذا النظام وفضح سياساته مهما كانت النتائج.
إلى ذلك قال القياديّ «الدكتور حمزة الحسن»: «كما تعلمون لقد تضاعف عدد المعارضين في السنوات الأخيرة، سواء داخل السعوديّة أو خارجها، ولذلك أيّ عمل يؤدّي إلى تعاضد الجهود وجمع الشتات يمثّل أولوية لطلّاب الحقّ والتغيير، وبهذا إنّ تأسيس كيانات سياسيّة تجمع المعارضين يعدّ من أهمّ علامات نضج هذه المعارضة»، مؤكّدًا أنّ اللقاء سينفتح على جميع التوجّهات السياسيّة، وهو يؤيّد بشدّة كلّ المبادرات التي توحّد جهود المعارضة.
وقال القياديّ «عباس الصادق» بدوره إنّ «ما تشهده بلادنا منذ سنوات من تدهور على مستوى الحقوق المدنيّة والحريّات السياسيّة والانهيار المريع الذي وصلت إليه أوضاع الناس الحياتيّة وتصاعد الأعباء الضريبيّة والتضخّم المالي وأزمة الأسعار والإسكان وتفاقم الانتهاكات لحقوق الإنسان واستلاب الهويّة الدينيّة للجزيرة العربيّة أخذ أشكالًا غير مسبوقة تحت عنوان الترفيه بأشكال مبتذلة وهابطة»، وأكّد الصادق رفض «لقاء المعارضة في الجزيرة العربيّة» لمسلسل التطبيع في عدد من البلدان الخليجيّة والعربيّة مع الكيان الصهيونيّ، مشدّدًا على وقوفه مع الشعب اليمنيّ في مقاومة العدوان السعوديّ الأمريكيّ منذ سنوات.