لا يكفي لبنان ما يعانيه من حرب اقتصاديّة ضروس، تشنّها عليه أمريكا وأذنابها في الشرق الأوسط، وفي مقدّمتهم النظام السعوديّ، الذين يعملون على خنقه انتقامًا من مقاومته، إذ لا يكفي الغلاء الفاحش، وانهيار عملته أمام الدولار الأمريكيّ المستمرّ بأيدي من تحرّكهم أمريكا، والفقر المدقع الذي بات يعيش تحت خطّه غالبيّة الشعب، حتى يبادر النظام الخليفيّ إلى الانضمام لهذه الحرب في الصفوف الخلفيّة وراء أسياده، ليؤدّي ما فعله في حربه على اليمن معهم: تنفيذ الأوامر.
هو ليس المؤتمر الأوّل لجمعيّة الوفاق، أو لجمعيّة بحرانيّة على أرض لبنان، فلطالما أقيمت المؤتمرات الداعمة لشعب البحرين في بيروت، لكنّ اليوم موازين القوى اختلفت، فإن كانت كلمة تطالب بإيقاف حرب اليمن كافية للضغط على هذا البلد حتى لا يتعرّض لانتقام قاس، فإنّ هكذا مؤتمر أقلق النظام الخليفيّ ومن ورائه أسياده، وحيث إنّ لبنان هو الحلقة الأضعف، وضعت حكومته بين خيارين أحلاهما أمرّ من الآخر.
ولم يكن من الغريب أن يقدم وزير داخليّة النظام على الاتصال هاتفيًّا بنظيره اللبناني «بسام مولوي»، حول المؤتمر الصحفيّ الحقوقيّ الذي نظّمته جمعيّة الوفاق المُعارِضة تحت عنوان «وباء الانتهاكات».
فقد رأى الوزير الخليفيّ أنّ «عقد مؤتمرٍ صحافيٍ للمُعارَضة البحرينيّة في بيروت، يعدّ مخالفة للقانون، ويساعد على ترويج ادعاءات مغرضة ضدّ البحرين، عبر لبنان، كما أنّه أمر يسيء للبلدين»، وقال إنّ «هذه العناصر «المعارضة»- تجمعها علاقات تعاون وتواصل مع جهات خارجيّة، تسيء للبحرين وتقوم بالتدخّل في شؤونها الداخليّة»، محذّرًا من «أنّ هذه التصرّفات يجب ألا تكون على حساب لبنان ومصالحه»، بحسب تعبيره.
وطالب وزير داخليّة النظام نظيرَه اللبنانيّ بالاهتمام بالأمر، واتخاذ الإجراءات القانونيّة حياله، وذلك بعدما قدّمت وزارة خارجيّة النظام احتجاجًا شديد اللهجة إلى الحكومة اللبنانيّة.
وقد وجّه وزير الداخليّة والبلديّات اللبنانيّ «القاضي بسام مولوي» كتابًا إلى المديريّة العامة للأمن العام يطالب بـ«اتخاذ كلّ الإجراءات والتدابير الآيلة إلى ترحيل أعضاء جمعيّة الوفاق البحرينيّة من غير اللبنانيّين إلى خارج لبنان، وذلك نظرًا إلى ما سبّبه انعقاد المؤتمر الصحافيّ الذي عقدته الجمعيّة المذكورة في بيروت بتاريخ 11 ديسمبر/ كانون الأوّل 2021 من إساءة إلى علاقة لبنان بمملكة البحرين الشقيقة، ومن ضرر بمصالح الدولة اللبنانيّة»، بحسب تعبيره.
إلى هذا أعرب مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي» عن تضامنه مع جمعيّة الوفاق، حيث غرّد ردًا على قرار وزير داخليّة لبنان: «حماكم الله في بيروت وفي أيّ عاصمة ومدينة في العالم، نسأل الله الثبات والصبر وحسن الخاتمة».