ورد في غرر الحكم عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: «ما أقرب النقمة من الظلوم، وما أقرب النصرة من المظلوم».
اعتدت سلطات الاحتلال الصهيونيّ على الفلسطينيّين الآمنين في قطاع غزّة والضفة الغربيّة وما يُطلق عليها أراضي الـ48، وذلك بعد أن تصدّى الشعب الفلسطينيّ لاعتداءات جنود الاحتلال الذين دنّسوا باحات المسجد الأقصى عبر محاولاتهم الحثيثة لاقتحامه.
وبعد دخول فصائل المقاومة الإسلاميّة والوطنيّة على خطّ المواجهة المباشرة مع سلطات الاحتلال الصهيونيّ، والتطوّر الملحوظ في نوعيّة الأسلحة المستخدمة من الجانب الفلسطينيّ والتي تمّ تطويرها وحيازتها بالتعاون الوطيد بين كافة أركان محور المقاومة في المنطقة بقيادة الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وقوّة القدس، والشهيد الحاج قاسم سليماني بشكل خاص، صار لزامًا على كافة الأحرار في العالم إسناد المقاومة في هذه المواجهة، كلٌّ حسب موقعه وقدراته.
ما يستطيع فعله شعب البحرين تجاه القضيّة الفلسطينيّة الشيء الكثير لو أُتيح له المجال وتسبّبت الأسباب، بيد أنّه ابتُلِيَ بسلطة خانعة مطبّعة مع العدوّ الصهيونيّ الغاصب لأرض فلسطين، بل صارت عبدًا له ولسيّدَيه الأمريكيّ والبريطانيّ، وصارت تُضيّق أكثر فأكثر على كلّ تحرّك ينوي البحرانيّون القيام به خدمة للقضية المركزية «فلسطين».
ورغم هذا التباين والتباعد في الإرادات بين الشعب البحرانيّ والنظام المتسلّط على رقابه، فإنّه [الشعب] لازَم نشاطًا في الجانب الاحتجاجيّ في الشارع، وفي مواقع التواصل الاجتماعيّ، وعلى مستوى المقاطعة الاقتصاديّة، ومستويات أخرى تُعدّ في وقت الحروب مواقع هجوميّة.
إنّ انفصال الشعب البحرانيّ عن سلطته الذليلة للصهاينة ينبّيء عن حياة ما بعدها حياة، وعن جهاد ما بعده جهاد يتميّز به، رغم المخاطر المحدقة به أمنيًّا واقتصاديًّا، لكنّ الإصرار على نصرة المظلوم وفضح ظلم الظالمين يضع هذا الشعب في الصفوف الأولى لجمهور المقاومة ومحوره المنتصر في كافة المعارك التي دخلها.