يعدّ شهر رمضان المبارك محطّة جهاديّة عظيمة في حياة الإنسان المؤمن، والإنسان المجاهد، وهو محطّة يتزوّد منها الثائر ليُكمل مسير ثورته نحو النصر المؤزّر، من هنا تأتي أهميّة التواصل الخاصّ والمباشر مع الجماهير، ومخاطبتهم بالرسائل الوديّة.
ولقد توجّه رئيس مجلس شورى ائتلاف 14 فبراير إلى شعبِ البحرينِ المسلمِ المقاومِ، وإلى الأمّة الإسلاميّةِ بأطيبِ التهاني وأسمى التبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وأرسل 4 نداءات من خلال الرسالة التي نشرتها مختلف الجهات الإعلاميّة والمنصّات السياسيّة.
النداء الأوّل: وهو موجّه لحكومة سلمان بن حمد، قال فيه:
نقولُ للحُكومةِ الجائرةِ وغيرِ الشّرعيّةِ وللنظامِ الغاشمِ «إنْ أردْتُم سلامةَ الوطنِ واستقرارَهُ وخيرَهُ للجميع، فاسمعوا وعُوا كلامَ الحكيمِ والناصحِ الأمينِ، وأَفرِجوا عن السّجناءِ السّياسيّينَ، وانصاعوا لمطالبِ الشّعبِ الحُرِّ الكريمِ».
أما النداء الثاني: فهو لسماحة الوالد المفدّى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم وقال فيه:
نقولُ لسماحتِهِ «سمعًا وطاعةً لكم، نأتمرُ بأمرِكُم وننتهي بنهيكُم، لأنَّ أمرَكُم من أمرِ الدّينِ ونهيَكُم من نهيِهِ، لن نتراجَعَ ولن نعجزَ وسنصرُّ دومًا على تبييضِ السّجونِ من كافّةِ المعتقلينَ السّياسيّينَ، وسنبقى نطالبُ بكرامتِنا وحقِّنا في تقريرِ مصيرِنا واستردادِ حقوقِنا المسلوبةِ ظلمًا وعدوانًا، وسنظلُّ ثابتينَ في مناصرةِ قضيّةِ القُدسِ المركزيّةِ، ورافضينَ كافّةَ أشكالِ التطبيعِ مع الكيانِ الصهيونيّ».
والنداء الثالث: شحذ فيه همم الثوّار حيث قال مؤكدًا:
علينا المُوَاصلةُ واستمرارُ الزّخمِ الشّعبيِّ المنادي بالإفراجِ عنهم وعن رموزِنا الصامدينَ المُخلصينَ لله وللشّعبِ، وعنِ المعتقلةِ السّياسيّةِ الوحيدةِ «المهندسةِ زكية البربروي» وأضاف «نحنُ شعبٌ لا يتركُ أسراهُ في السّجونِ، وهيهاتَ منَّا الذلّةُ، يَأبى اللهُ لنا ذلك ورسولُهُ والمؤمنون، وحُجورٌ طابتْ وحُجورٌ طهُرَتْ».
أمّا النداء الرابع والأخير: فقد توجّه به إلى تيجان الرؤوس المغيّبين في سجون الطغاة، قائلًا:
«سلامٌ عليكُمْ أيّها الأسرى المُغيّبونَ في السّجونِ، سلامٌ عليكُم حين تصومونَ وتجوعونَ، سلامٌ عليكُم حين تفطرونَ، حفِظَكُم اللهُ جميعًا من الأمراضِ، وفكَّ قيدَ الأَسرِ عنكم، وكما كُنتُم أحرارًا قبل اعتقالِكُم، وكما أنتم الآن أحرارٌ بإرادتِكُمْ رُغمَ القيودِ الظالمةِ، ستخرجونَ بإذن الله أحرارًا مرفوعِي الهامةِ بعزّةٍ وكرامةٍ».
إنّ هذه النداءات أُرسِلَت في وقت حسّاس جدًا، تعمل فيه حكومة الطاغية حمد على تلميع صورتها أمام العالم بهتانًا وزورًا، ويؤدّي فيها الفقيه القائد دوره الإلهيّ في هداية الإنسان وإرشاد أبناء شعبه لما يرضي الله. وكذلك جاءت -النداءات- في وقت يثور فيه أهالي الأسرى للمطالبة بالإفراج عن فلذات أكبادهم في وقت تفشّى فيه فيروس كورونا في السجن، وفي وقت انتفض فيه الأسرى في سجنهم الظالم الذي أكل من أعمارهم ما يزيد على العشر سنين.
إنّها رسالة تستحقّ الإشادة حقًا وصدقًا، وإنّ الساحة لتحتاج إلى مثل هذه النداءات العاقلة، والتي تبتعد عن الإفراط والتفريط، وتحاول المحافظة على النسيج المجتمعي بعيدًا عن أيّ تملّق أو انفلات.