توجّه سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم، يوم الأحد 4 أبريل/ نيسان 2021، لشعب البحرين بخطاب أكّد فيه أنّ العالم يشهد على ظلاماته المستمرة البشعة المرهقة، مشيدًا بما بذله على طريق المطالبة برفع كابوسه.
وقال سماحته «لا يملك أحد ممن له إنصاف أن ينكر عليكم هذه المطالبة والحراك لرفع الظلم عن كواهلكم، واسترداد حقوقكم المسلوبة، المدنيّ والسياسي منها، وخروج آلاف السجناء من فلذات الأكباد والإخوة الأعزاء من شبابكم وكهولكم ونسائكم وناشئتكم من أقبية السجون وظلماتها وهم يتعرضون فيها لخطر الموت بفتك كورونا التي هجم عليهم وباؤها في قعورها حتى تعالت استغاثاتهم وصرخاتهم»، مشددًا على أن يكون أسلوب الحراك دائمًا من مستوى الأهداف التي لا ميل فيها عن الحقّ والعدل والإصلاح وحبّ الأمن والسلام والخير للوطن وأناسه الطيبين.
وكان سماحته قد أكّد في تغريدة على حسابه الرسميّ في تويتر أنّ المطالب المحقّة لشعب البحرين مستمرّة شرّقت السياسة في أمريكا وأوروبا أو غرّبت، واصفًا ارتهان الاستجابة من النظام لهذه المطالب بموقف الغرب إنما هو من السخرية بالشعب والوطن، والفقد للاستقلال.
وهذا نصّ الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا شعب البحرين الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنّ العالم ليشهد على ظلاماتكم المستمرة البشعة المرهقة، وقد بذلتم الكثير على طريق المطالبة برفع كابوسها، ولا زلتم تبذلون، ولا يملك أحد ممن له إنصاف أن ينكر عليكم هذه المطالبة والحراك لرفع الظلم عن كواهلكم، واسترداد حقوقكم المسلوبة، المدنيّ والسياسي منها، وخروج آلاف السجناء من فلذات الأكباد والإخوة الأعزاء من شبابكم وكهولكم ونسائكم وناشئتكم من أقبية السجون وظلماتها وهم يتعرضون فيها لخطر الموت بفتك كورونا التي هجم عليهم وباؤها في قعورها حتى تعالت استغاثاتهم وصرخاتهم.
وليكن أسلوب حراككم دائماً من مستوى أهدافكم التي لا ميل فيها عن الحقّ والعدل والإصلاح وحبّ الأمن والسلام والخير لوطنكم وأناسه الطيبين.
لن يأتي التزامكم بالأسلوب السلمي وحالة الانضباط والحكمة وقيم الدين وأحكام شريعته واحترام الدماء والأموال والأعراض، وتجنّب ما يشين من القول، إلا بما هو خيركم وتحقيق أملكم.
لا تسجّلوا عليكم خطأً في قول أو عمل، وما قد يتخذه أهل البطش والتكبّر مبرّراً وإن يكن واهناً لاستباحة أرواحكم ظلماً وعتوّاً. ولا تعطوا لأحدٍ أن يستدرجكم لما يريد بكم من سوء، وتشويه لحراككم، وإفشال لما تطالبون به من حقوق وإخراج للسجناء الشرفاء الأحرار.
دعوا كل تصرف وكل كلمة تضر بقضيتكم، قضية الشعب، أو لا يخدمها.
كونوا أحفظ على كل عام أو خاص من كل مكلّف بحفظه، وأحرص على عدم التعطل لحركة المرور، وفتح الطرق من كلّ من يدّعي أنها تهمه.
إنكم أهل إصلاح لا فساد، وبُناةٌ للخير لا هدّامون له.
لستم ممن يستهترون بحقّ من حقوق الناس، ولا حرمة من الحرمات، ولا ثروة كبيرة أو صغيرة، أو ملك كثُر أو قلّ.
علّموا الدنيا كيف يُصرّ المظلوم على حقّه، ولا يرجع من دونه، ولكن لا يعطي لغضبه أن يملكه ويخرج به عن دينه وعقله وحكمته ومصلحته.
علّموا الدنيا أن أنفسكم غير قادرة على ملككم، وأن غيركم أعجز من أن يملككم.
أعطوا من شعبكم مثالاً يضطر العالم أن يُعجب به ويُكبره وينجذب لمناصرته. أروه شعباً عزيزاً أبيّاً لا يتنازل عن حقّه، ولا يتساهل في كرامته، ولا يفرّط بحريته بعيداً عن الفوضوية واللاأخلاقية والعدوانية والسذاجة وحالة القصور.
أعطوا من حراككم الصورة الأضبط والأقوى والأحكم والأغنى عقلاً وحكمة، والأشد اصراراً والأوضح رؤية والأحق مطلباً والأنظف أسلوباً؛ لتتعلّم منه حراكات الأمّة وحراكات الآخرين، وليشهد لكم حراككم بحقانيتكم وصدقكم وانضباطكم وخبرتكم وتحضّركم ووعيكم وعظمة ما أنتم عليه من دين قويم.
والله معكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة: تقارب قلوب وتباعد أجساد بلحاظ كورونا
عيسى أحمد قاسم
٤ أبريل ٢٠٢١