لم يمرّ موقف الخنوع من جامعة الدول العربيّة برفضها إدانة التطبيع مرور الكرام في الكيان الصهيونيّ المترقّب لأقلّ زلّة عربيّة ليستغلّها في بثّ سموم الفتنة والشقاق.
فقد أشاد خبير صهيونيّ بموقف جامعة الدول العربية الرافض لإدانة التطبيع مع الاحتلال، مؤكّدًا أنّ اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والنظام الخليفيّ التي حوّلت «إسرائيل» من الدفاع إلى الهجوم جعلتها أكثر حزمًا في الهجوم على غزة ولبنان وأيضا طهران.
وفي مقال نشر بصحيفة «إسرائيل اليوم» رأى أستاذ دراسات الشرق في جامعة «تل أبيب» إيال زيسر، أنّ اتفاق التطبيع «التاريخيّ» الذي وقع الأسبوع الماضي، لا يشكل مجرد اختراق موضعي في علاقات تل أبيب وبعض دول الخليج، بل فيه بشرى بعيدة الأثر على الانتهاء المحتمل والقريب للنزاع الذي يعود إلى 100 سنة بين الصهاينة والعرب.
ولفت إلى أنّ رفض جامعة دول العربية شجب الاتفاقيات رغم الضغط الفلسطيني يعبر عن إجماع عربي واسع؛ موضوعه الرغبة في المصالحة والسلام، مثلما في رفض مواصلة تحمل دون داعٍ أو حاجة لثمن النزاع، وفق تعبيره.
وذكر زيسر، أنّه قبل أكثر من مئة سنة، في يناير، كانون الثاني 1919، وقّع حاييم وايزمن، زعيم الحركة الصهيونية، والأمير فيصل، ابن العائلة الهاشمية، باسم الحركة القومية العربية، على اتفاق للتعاون اليهودي – العربي، والذي في إطاره اعترف العرب بحق اليهود في أن يقيموا لأنفسهم وطنًا «على أرض فلسطين»، لكنّ الرفض الفلسطينيّ جرّ العالم العربي لمواجهة طويلة مع الكيان، والآن يعود الطرفان لنقطة البداية ذاتها، على أمل ألا يفوتا عبثا مئة سنة أخرى، وفق تعبيره.
وأضاف أنّ الإمارات والنظام الخليفيّ، وفي أعقابهما – كما ينبغي الأمل في الزمن القريب – السودان، ولاحقا عُمان، والسعودية والمزيد من الدول، فـ«مشاكل العالم العربي لم تعد تتركز في “إسرائيل”؛ فالتهديد الفوري والملموس هو من جانب إيران وحلفائها في المنطقة»، وفق زعمه، مردفًا «إلى جانب إيران، تسعى تركيا لأن تلقي بظلالها، في وجه هذا الواقع المعقد، اختارت قطر تعليق آمالها بتركيا، وأما باقي الدول العربية، باستثناء تلك غير الجديرة بأن تسمى دولًا، فقد اختارت منذ زمن بعيد “إسرائيل” كصديقة وحليفة»، بحسب قوله.