احتلت السعودية هذا العام بقيادة وليّ عهدها محمد بن سلمان المرتبة الأولى في التطبيع يأتي بعدها النظام الخليفي فبعد التطبيع السياسي والعسكري والاقتصادي والرياضي، حان وقت التطبيع الديني، حيث قام أخيرًا رجل الدين السعودي محمد العيسى، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المقرب من ولي العهد بأداء “صلاة الهولوكوست” في معسكر “أوشفيتس” ببولندا.
أما بوابة التطبيع الخليفي فقد انفتحت بشكل علني باكرًا متقدمة على السعودية، فعلاقتها مع الصهاينة ليست وليدة “صفقة القرن” أو مخاضاتها، بل هي تسعى جاهدة للتسويق لنفسها بأنها مركز للتسامح الديني، وتلعب على مسألة وجود اليهود في البحرين، فسفيرة النظام الخليفي في واشنطن هدى عزرا نونو أتقنت الدور في تعبيد الطريق بين النظام واللوبي اليهودي في واشنطن من جهة، وترتيب لقاءات بين مسؤولين خليفيين وصهاينة من جهةٍ أخرى.
مشاهد التطبيع التي استغلت الجانب الديني وبدأت محاولات النفاذ من خلاله إلى الوعي العربي، لم تجد صداها إلا في أروقة البلاط الحاكم، وبقيت محل استنكار شعبي عربي في الغالب، ومع كل الزخم والتحشيد، يبقى رجل دين عربي، مسلمًا كان أم مسيحيًّا، بموقف مقاوم شجاع أبلغ وأكثر تأثيرًا من كل المنابر والماكينات الإعلامية.