قال القياديّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير «عصام المنامي»: «إنّ الفيلم الوثائقيّ «بحارنة لنجة» الذي أنتجه المركز الإعلاميّ في الائتلاف وبثّته قناة العهد الفضائيّة، هو عمل في غاية الأهميّة؛ إذ وثّق حقبة زمنيّة عصيبة على البحرين، وما زلنا نعيش تداعياتها حتى اليوم»
وشدّد المنامي في حديث خاصّ لموقع صحيفة «منامة بوست» على أنّ هذا الوثائقيّ قد حمل عدّة رسائل مهمّة كان من ضمنها مبدأ التعايش السلميّ والترابط الاجتماعيّ بين أبناء الطائفتين الكريمتين، وهو المبدأ المتجذر بوعي في نفوس أهل البحرين، موضحًا أنّ فهؤلاء البحارنة الذين ظهروا في الوثائقيّ، وبالرغم من هجرة آبائهم وأجدادهم قسرًا من وطنهم الأمّ منذ نحو 200 سنة، حملوا معهم قيمهم وأخلاقهم التي تعكس معدنهم الأصيل وتوارثوها جيلًا بعد جيل».
ولفت إلى أنّ المواطن البحرانيّ، في وطنه وهجرته، شغوف في طلب العلم والمعرفة، مجتهد في عمله وأداء واجباته، لا كما يدّعي الخليفيّون بأنّ المواطنين الأصلاء غير أكفاء في عملهم ويجب إحلال الأجانب مكانهم، وهي إحدى الرسائل المهمّة التي دحضها الوثائقيّ من خلال تسليط الضوء على المهن الشاقة التي امتهنها البحارنة الذين هاجروا من البحرين قسرًا.
وأكّد المنامي أنّ الملفّ الحساس الذي أراد آل خليفة طمسه هو حقيقة غزوهم البحرين، فهم يتباهون بما يسمّونه زورًا «فتح البحرين» وهو عنوان مخادع، بينما الحقيقة المغيّبة عن الكثيرين هي أنّ آل خليفة غزوا البحرين بطريقة متوحّشة، وارتكبوا مجازر مروّعة، وانتهكوا الحرمات والأعراض، ما اضطرّ مئات العوائل البحرانيّة إلى ركوب البحر والهجرة إلى عدّة بلدان في العالم، وما كشف عنه الوثائقيّ ما هو إلّا رأس جبل الجليد، فالكثير من تفاصيل الهجرة القسريّة التي جرت بعد الغزو الخليفيّ ما زال مجهولًا، وما البحارنة الموجودون في مدينة «بندر لنجة» إلّا نموذج على هذه الهجرة الجماعيّة التي حدثت بعد احتلال البحرين من قبيلة آل خليفة – على حدّ قوله.
ورأى القياديّ في ائتلاف 14 فبراير أنّ التاريخ يعيد نفسه، وما ارتكبه الخليفيّون قبل 200 سنة بحقّ الأجداد من جرائم مروّعة أدّت لهجرة أعداد واسعة منهم، يتكرّر اليوم، وربما بأساليب أكثر وحشيّة وإجرام، فقد تكرّرت الهجرة القسريّة بعد ثورة فبراير 2011، ومئات العوائل تعيش اليوم في المنافي، مشدّدًا على ضرورة توثيق أنّ أوّل مجزرة ارتكبتها قبيلة آل خليفة بدعم عناصر المرتزقة والبريطانيّين عبر شركة الهند الشرقيّة بعد غزوها البحرين قبل أكثر من 200 سنة، كانت في جزيرة سترة، ليتكرّر المشهد ذاته وتكون أوّل مجزرة دموية ترتكب بدعم قوات الاحتلال السعوديّ بعد ثورة 14 فبراير في العام 2011 بجزيرة سترة كذلك.
لمشاهدة الوثائقيّ : اضغط هنا