وجّه قائد الثورة الإسلاميّة السيّ علي الخامنئي يوم الأحد 22 مارس/ آذار 2020 كلمة متلفزة مباشرة بارك فيها للمسلمين حلول يوم المبعث والعام الهجري الشمسي الجديد.
وقد استهلّ سماحته كلمته بالتوجّه إلى الله «عزّ وجلّ» والطلب منه إزالة مرض الكورونا عن البشريّة جمعاء في أسرع وقت ممكن، مشدّدًا على ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحيّة.
ولفت آية الله الخامنئي إلى أنّ أمريكا أخبث الأعداء وأعندهم، ومواجهتها وفق وصية رسول الله «ص» تكمن في الصّبر، وأضاف أنّه كان في كلّ عام يُلقي خطابه بين جموع الناس في حرم الإمام عليّ بن موسى الرضا «ع»، متناولًا أهميّة يوم المبعث الشريف وكيف أنّ منظومة الإسلام القيميّة التي تضمّ الأخلاق الفرديّة والاجتماعيّة والمفاهيم التي تبني الحياة كالحريّة، العدالة الاجتماعيّة ونمط العيش تشكّل جزءًا مهمًّا من حقائق بعثة رسول الإسلام العظيم «ص»، مؤكّدًا أنّ منشأ المفاهيم من قبيل الحريّة والعدالة الاجتماعيّة ليس الغرب كما يظنّ بعضهم، فالغرب تعرّف إلى هذه المفاهيم منذ ثلاث قرون فقط بينما أهداها الإسلام للبشريّة منذ ١٤٠٠ عام وقد حقّقها في مرحلة صدر الإسلام وأينما استطاع ذلك خلافًا لسلوك الغربيّين الذي لا ينمّ عن الصّدق، ورأى أنّ تأسيس الحكومة الإسلامية ضروريّ ويمهّد لتحقق حقائق البعثة.
وفيما يتعلّق بفيروس كورونا المتفشّي عالميًّا قال السيد الخامنئيّ: «هذا الفيروس الذي شغل تقريبًا كلّ بلدان العالم -حيث إنّ بعض الدول تصرّح بالحقائق حول هذا المرض وتعلن عن الإصابات وبعضها الآخر يمارس سياسة الإخفاء- مصداقٌ للآية القرآنية الشريفة {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } أي الخوف والفزع والمشاكل الاقتصادية وسلب الأرواح لكنّ الله يوصي بالصّبر على هذا البلاء أيضًا»، وأردف «أنّ الصّبر هنا يعني إنجاز الأعمال بالشكل الصحيح والعقلاني ويعني التقيّد بالإجراءات المتخذة من قبل المسؤولين المعنيّين من أجل الحفاظ على أرواحنا وأرواح سائر الناس في البلاد والسيطرة على هذا المرض الخطير».
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيّين بشأن جهوزيّتهم لإرسال المساعدات الدوائيّة والعلاجيّة في حال طلبت إيران ذلك، منتقدًا هذه التصريحات المستغربة جدًّا لأنّهم أوّلًا يعانون أنفسهم من نقص شديد في الدواء والمستلزمات الطبيّة من أجل اجتناب تفشّي هذا المرض، وقد صرّح بعض مسؤوليهم عن معاناتهم من النّقص المرعب، لذلك فليهتمّوا بشعبهم إن كانت لديهم الإمكانات، وفق تعبيره.
وتابع سماحته: «ثانيًا عندما يُوجّه إصبع الاتّهام إلى الأمريكيّين بإنتاج هذا الفايروس، أيّ إنسانٍ عاقل سوف يقبل مساعدة من هذا البلد؟»، مؤكّدًا أنّه لا يُمكن الوثوق بالأمريكيّين أبدًا لأنّهم قد يرسلون أدوية تزيد من نسبة تفشّي الفيروس في إيران وتساعد على استمراريّته، أو قد يوفدون أشخاصًا بصفتهم معالجين لكي يلحظوا مدى تأثير هذا الفيروس ويستكملون معلوماتهم لكي يُصعّدوا من خطواتهم العدائيّة، لذلك لا ثقة بتصريحات الأمريكيّين.
وأوصى سماحته جميع الناس بالتعامل بجديّة مع توصيات مسؤولي الهيئة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، التي بناء عليها تمّ إيقاف التجمّعات الدينيّة أيضًا وإغلاق أبواب المراقد المقدّسة؛ وهذا أمرٌ غير مسبوق في التاريخ لكن لم يكن هناك من مهرب واقتضت المصلحة هذا الأمر.
ثمّ أعرب قائد الثورة الإسلامية عن أمله بأن يرفع الله «عزّ وجلّ» هذا البلاء عن الشعب الإيراني والشعوب المسلمة والبشريّة جمعاء في أقرب فرصة.