رأت طهران أنّ كلّ دولة لديها مسؤوليات تجاه رعاياها ومواطنيها، وتصبح هذه المسؤوليات أكثر أهمية عند وقوع الأزمات والطوارئ، منتقدة النظام الخليفي الذي على ما يبدو قد نسي مسؤولياته تجاه مواطنيه ورعاياه، وفق تعبيرها.
وأوضحت أنّه في هذه الظروف الراهنة التي باتت الكثير من الدول تعاني من تفشي وباء كورونا، تبنت بعض الدول الأخرى استراتيجية مسؤولة من منطلق أنّه من الممكن أن تطال هذه الأزمة بلدانها أيضًا، فحاولت مساعدة الدول التي تعاني من انتشار الفيروس على نطاق واسع، وإحدى هذه القضايا التي أظهرت نهج الدول المسؤول أو غير المسؤول تجاه هذه الظاهرة وحتى تجاه مواطنيها بالذات هي قضية «إعادة رعايا الدول إلى بلدانهم».
ولفتت إلى أنّه في هذا السياق قامت إيران، وبالتنسيق مع الحكومة الصينيّة، بإعادة المواطنين الإيرانيين إلى أرض الوطن لأنه كان يخشى أن يصابوا بفيروس كوفيد-19 (كورونا) إذا ما بقوا في الصين وبالتالي كان من الممكن أن تصبح حياتهم وحياة الكثير ممن حولهم عرضة للخطر، ولم تقتصر هذه الخطوة على إيران، فقد اتخذت جميع الدول تقريبًا الاستراتيجية ذاتها، ومنها الأوروبيّة ودول شرق آسيا والكويت والإمارات وقطر وعمان، إلا البحرين، حيث اضطر نحو 1300 شخص من السياح البحرينيين إلى مواصلة إقامتهم غير المرغوب فيها بمدينة مشهد المقدسة بسبب إهمال حكومتهم وعدم اضطلاعها بالمسؤولية تجاههم.
وأكّدت أنّ النظام الخليفيّ، ومن خلال تضييع الوقت وإلقاء اللائمة على الآخرين وتوجيه التهم التي لا أساس لها من الصحة إلى إيران، أخذ يتصرف بشكل يبدو فيه أنه لا يعترف بأيّ حق لرعاياه المقيمين في إيران وكأنه يعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية، مشدّدة على أنّ هذا السلوك غير المسؤول يثير شبهة التمييز الديني للحكومة البحرينية بحق شريحة خاصة من مواطنيها، كما أنّه لا يخفف شيئًا من مسؤوليتها تجاه مواطنيها ورعاياها.
ووقالت إنّ إيران، وبالتعاون مع الحكومة العمانيّة، قد قامت بإعادة 165 شخصًا من رعايا البحرين إلى بلادهم، غير أنّ العملية توقفت بسبب العراقيل التي خلقتها الحكومة الخليفيّة بحجة إصابة 77 شخصًا من هؤلاء بفيروس كورونا، بالإضافة إلى قضايا سخيفة أخرى التي أثارتها ومنها هجوم إيران البيولوجي على البحرين (على حد مزاعمها).
ونوّهت طهران إلى أنّه في مثل هذه الظروف على السلطات الخليفيّة أن تتقبل أخطاءها بالنسبة إلى عدم الاضطلاع بالمسؤولية في إعادة رعاياها، بدلًا من إلقاء اللائمة على الآخرين وتوجيه التهم الواهية لهم، وأن تبتعد عن التشبث بالذرائع البالية والتصرفات المنافقة، وأن تتخذ على وجه السرعة الإجراءات اللازمة لإعادة رعاياها من إيران في إطار خطوة إنسانية ومن منطلق الشعور بالمسؤولية، لأنّ استمرار هذا الوضع قد يتسبب في مشكلات للحكومة والمواطنين الإيرانيّين من جهة، ويجعل حياة الرعايا البحرينيين عرضة لمخاطر أكبر من الجهة الأخرى.