شهدت العاصمة العراقيّة بغداد يوم الجمعة 24 يناير/ كانون الثاني 2020 تظاهرة مليونيّة كانت الدعوات إليها قد انطلقت على خلفيّة اقتراف أمريكا جريمة اغتيال القائدين «قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس» ورفاقهما، حيث وجّهها سماحة السيد مقتدى الصدر وكافة فصائل المقاومة والحركات الحرّة، ولقيت تأييدًا كبيرًا من البرلمان العراقيّ.
وقد ملأت الأمواج البشريّة من أبناء الشعب العراقيّ شوارع بغداد منذ الصباح، رافعة شعارات الرفض لأيّ وجود أمريكيّ وأجنبيّ في العراق والمنطقة، حيث ندّد المتظاهرون بوجود قوّات الاحتلال الأمريكيّ، ورفعوا الأعلام العراقيّة.
هذا وحاول الأمريكان إفشال التظاهرة، وفق محلّلين، عبر بثّ الشائعات المغرضة لتفريق المتظاهرين، غير أنّ تماسك الشعب ووحدته على هذا الموقف التاريخيّ أجهضا كلّ هذه المحاولات.
ولقيت هذه التظاهرة مباركة من دول محور المقاومة، حيث قال أمين المجلس الأعلى للأمن القوميّ الإيرانيّ «علي شمخاني» إنّ التظاهرات المليونيّة للشعب العراقيّ أظهرت أنّ تهديد أمريكا بفرض الحظر على العراق، في حالة تنفيذ قانون إخراج القوّات الأمريكيّة، هي أداة مهترئة لا يمكنها أن تؤثّر في إرادة الدول والشعوب التي تسعى إلى حفظ استقلالها وسيادتها الوطنيّة، مشيدًا بهذه التظاهرة المليونيّة والتاريخيّة المطالبة بإنهاء الاحتلال الأمريكيّ، ودعم استقلال العراق وسياداته الوطنيّة، التي رأى أنّها تمثّل بداية حركة واسعة النطاق ستستمرّ بالنسبة إلى الشعوب التي تضرّرت جرّاء العدوان الأمريكي.
كتائب حزب الله في العراق وجّهت الشكر لأبناء الشعب لمشاركتهم في يوم آخر من أيام الله لإخراج الغزاة من البلاد، في إشارتها إلى تظاهرة يوم الجمعة، وفي بيان لها قالت «لقد أثبتَت ملحمةُ الشرفِ الجماهيريّةِ المليونيّةِ التي طرّزت شوارعَ بغدادَ الحبيبةِ براياتِ الوطنِ الخفّاقةِ أنّ هذا الشعبَ بتلاحُمِه ووحدةِ أبنائِه بجميعِ أطيافهم قادرٌ على مواجهةِ الصَّلَفِ الأمريكيّ، وقادرٌ على قطعِ دابِرِ شَرّهِ من العراقِ، وأن كلمةَ الشعبِ بعدَ كلمةِ اللهِ هي العُليَا، وعلى مَن أصابَه الصَّمَمُ والعَمَى أن يسمَعَ ويَرَى، وأن لا يذهبَ بعيداً في غَيِّهِ وتَحَدّيهِ لإرادتِنا وكرامتِنا، فشعبُ العراقِ على أتمِّ الاستعدادِ والحماسِ إذا ما أصرّ المحتلّونَ الغزاةُ على العناد، لإخراجِهِم بالطريقةِ التي لا يفهمونَ سِواها على مَرّ التاريخِ»، مؤكّدة أنّ هذه الثورةَ الجماهيريّةَ المليونيّةَ، رسالةٌ واضحةٌ وجليةٌ ينبغي أن تفهمها الولايات المتحدة الأمريكية لسحبِ قوّاتها العسكريّة.
حزب الله في لبنان قال من جهته في بيان له «إنّ الشعب العراقيّ أكّد اليوم، مرة جديدة، رفضه المطلق للاحتلال الأمريكيّ لبلاده، فالحشود المليونيّة التي ملأت شوارع بغداد وساحاتها أعلنت أنّ الشعب العراقيّ الحرّ والأبيّ لا يمكن أن يرضى ببقاء الاحتلال جاثمًا على تراب الوطن».
وشدّد حزب الله على أنّ «الشعب العراقيّ العظيم بكافة فصائله وأحزابه واتجاهاته السياسية المتنوعة سيكون وفيًّا لهذه المسيرة الكبرى ومبادئها وأهدافها وشعاراتها، وسيعمل جاهدًا لترجمتها عمليًّا بحيث تكون منطلقًا لعراق حر، موحد، عزيز، مستقل، خال من قوات الاحتلال الأجنبية وتأثيراتها».
وبارك ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، بكلّ ما تحمله كلمات الفخر والتضامن ووحدة المصير مع شعب العراق من معنى، لكلّ الأحرار والداعين إلى هذه التظاهرة المليونيّة، ولا سيّما سماحة السيّد مقتدى الصدر وكافة فصائل المقاومة والحركات الحرّة، هذا النصر الشعبيّ.