أحيا الشعب اليمني اليوم الثلاثاء 26 مارس/ آذار 2019 الذكرى الرابعة لصموده أمام للعدوان السعوديّ-الأمريكي، حيث شهدت العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة وتعز وإب والبيضاء والجوف وريمة مسيرات مليونية.
وقد احتضن «ميدان السبعين» أكبر ميادين العاصمة صنعاء حشودًا مليونيّة، توافدت من مديريّات العاصمة ومحافظة صنعاء وعدد من المحافظات المحيطة بالعاصمة.
وحمل المشاركون في المسيرات أعلام الجمهوريّة اليمنيّة ورايات الحرية والشعارات وصورًا لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وصور الشهداء وجرائم العدوان، واللافتات التي تعبّر عن تضحيات الشعب اليمنيّ وصموده في وجه العدوان، وردّدوا هتافات منها «يا أمريكا.. يا إسرائيل.. الموت لكم والتنكيل»، «هيهات أن نرجع هيهات.. صمودنا كالجبال»، كما علت أصوات المحتشدين بهتافات الحريّة.
بدأت الفعاليات بآيات من الذكر الحكيم والسلام الجمهوري، ثم وقف المحتشدون دقيقة حداد لقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وألقى عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي كلمة رحّب فيها بالمشاركين، مؤكّدًا أنّ النصر حليف الشعب اليمني كما انتصرت سوريا والعراق، وحيّا المقاومة الفلسطينيّة، وهنّأ الشعب السوري بالنصر.
وأشار مفتي الديار اليمنية العلّامة شمس الدين شرف الدين في الكلمة التي ألقاها عن العلماء إلى أنّ الشعب اليمني كان مددًا للدين الإسلامي ولا يزال، مشدّدًا على المبادئ التي يناضل في سبيلها اليمنيون للخروج من الوصاية الأمريكية، وحيّا جماهير الشعب في جميع ساحات إحياء اليوم الوطني للصمود في وجه العدوان، وكلّ من لم يؤثر فيه المال الإماراتي والسعودي، ولم تُخفه طائرات العدوان، مؤكّدًا أنّ التحالف شنّ عدوان على اليمن بزعم إعادة الشرعية والدفاع عن العروبة، في حين يسمعون أنين الفلسطينيين في غزة ولم يحركوا ساكنًا.
ودعا شرف كلّ من ارتمى في أحضان العدوان إلى العودة إلى الوطن خصوصًا بعد أن اتضحت أهدافه في استباحة اليمن ونهب ثرواته، وحثّ علماء الأمة في اليمن وخارجه على أن يضطلعوا بمسؤولياتهم وأن يخرجوا عن صمتهم الغريب والمريب، محمّلًا إيّاهم المسؤولية أمام الله.
وألقى عضو المجلس السياسي سلطان السامعي كلمة أشار فيها إلى أن العدوان أُعلن من واشنطن بزعم إعادة الشرعية لشخص انتهت شرعيته، في حين يهدف العدوان إلى احتلال اليمن ونهب ثرواته، موضحًا أنّ الشعب اليمني يدشّن اليوم ملحمة الصمود الأسطوري مفعمة بوحدة الجبهة الداخلية وتماسكها بوجه الأعداء، مؤكّدًا أنّ إرادة اليمنيين لا تقهر، وعلى الجميع أن يفهم أنّ العام الخامس سيكون على الأعداء وبالًا وجحيمًا، ولفت إلى أنّ الصواريخ والطائرات المسيرة وصلت إلى عمق العدو، وأنّ ما ينتظر الأعداء خيارات قاسية في العام الخامس.
وأوضح السامعي أنّه على صعيد المفاوضات فإنّ موقف الجمهورية اليمنية ثابت مع السلام، مؤكدًا المضي في مشروع الشهيد صالح الصماد «يد تحمي ويد تبني»، وأن اليمن لم يستسلم، مرحّبًا بخطاب قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي حول الرؤية الوطنية، كما أكّد رفض اليمنيّين القرار الأمريكي الأرعن بضمّ الجولان إلى كيان العدو الصهيوني، مشدّدًا على الوقوف مع سوريا لتحرير أراضيها، والوقوف مع الشعب الفلسطيني.
وألقى الشاعر معاذ الجنيد قصيدة أشار فيها إلى أنّ ذكرى يوم العدوان أصبحت عيدًا لدى الشعب اليمني، مشيدًا بصموده وتنكيله بالمعتدين، مؤمنًا بأنّ النصر حليفه.
وعُرضت خلال الفعالية أنشودة بعنوان «ملحمة الصمود» تحدثت عن صمود الشعب اليمني خلال أربعة أعوام، وأنها زادت الشعب اليمني قوة، كما شهدت الفعالية رقصات شعبية مع زوامل شعبية تجسد الروح الحربية القتالية للشعب اليمني.
وأكد المشاركون عزمهم وتصميمهم على مواصلة الصمود ومواجهة العدوان، والانتصار لكل الدماء التي سفكت ظلمًا منذ بدء العدوان في ظلّ صمت مخزٍ من المجتمع الدولي الذي باع كلّ قيمه وأخلاقه ومبادئه، وأنّ الشعب اليمني لا يزال متمسكًا بقيمه الدينية والأخلاقية والفطرية التي جعلته شعبًا مميزًا عن كافة الشعوب وجديرًا بأن يقف الله معه وينصره، وسيظلّ، كما بعثوا رسائل عدة للداخل والخارج أنّه مهما كانت الظروف والمتغيرات فإنّه لا مجال للمساومة في السيادة والكرامة والعزة، فقد قطع الشعب عهده للشهداء والجرحى على مواصلة دربهم ونضالهم حتى انتزاع النصر وطرد الغزاة ودحرهم من كلّ شبر من أرض الوطن بعون الله وقوته.
وبالتزامن مع الفعالية المركزية في ميدان السبعين بصنعاء شهدت محافظات صعدة والجوف وتعز وإب والبيضاء وريمة احتفالات جماهيرية حاشدة بمرور أربع سنوات لصمود الشعب اليمني.