قال القيادي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير «عصام المنامي» إنّ البحرين تعيش أجواء أمنيّة تصعيديّة وخطرة.
ولفت المنامي في حديثه لـ وكالة فارس إن الأوضاع الحالية لا تختلف كثيرًا عن الأجواء التي عاشتها البحرين عام 2011 إبّان قانون الطوارئ والأحكام العرفيّة، مشيرًا إلى أنّ النظام الحاكم في البحرين قد أطلق اليد لأجهزته العسكريّة مدعومة بقوّات الاحتلال السعوديّ للتنكيل بالمواطنين الأصلاء وإخفائهم قسريًّا على نطاق واسع، واستهداف شعائرهم الدينيّة، واعتقال النساء، وتنفيذ إعدامات ميدانيّة بحقّ النشطاء، كان آخرها التصفية الجسديّة للشاب «عبدالله العجوز» في منطقة النويدرات.
وتابع القيادي إلى أنّ النظام الحاكم في البحرين قد اختار الرابع عشر من مارس/ آذار المقبل للنطق بالحكم ضدّ سماحة آية الله قاسم في قضيّة فريضة الخمس الشرعيّة، وهو اليوم الذي يصادف الذكرى المشؤومة لدخول قوّات الاحتلال السعوديّ للأراضي البحرانيّة عام 2011 ، الأمر الذي يجعل من هذا اليوم محطة استثنائيّة للثورة في البحرين، ولا سيّما أنّ مآلات الحكم الذي قد يصدر ضدّ سماحة أعلى رمز دينيّ في البحرين وانعكاساته سترسم دون شكّ ملامح مرحلة جديدة في الثورة البحرانيّة المستمرّة منذ أكثر من 6 سنوات.
وحول موقف الائتلاف من هذه المحاكمة التي يجريها النظام ضد المرجع الديني آية الله قاسم، أكّد المنامي أنّ الموقف الحاسم هو عدم الاعتراف بشرعيّة هذه المحاكمة التي تجرى في ظلّ قضاء فاسد ومسيّس، فضلًا عن أنّ القضية المنظورة تتعلّق بفريضة من الفرائض الشرعيّة التي يُؤمن بها أتباع أهل البيت، وهم يمثلون الغالبية العظمى من أبناء الشعب البحراني.
وفي ما يتعلق بتهم الإرهاب التي يطلقها النظام ضدّ المعارضين، أشار القيادي في الائتلاف إلى أنّ النظام يسعى من خلال توجيه الاتهامات للمعارضة بالإرهاب، وتارة بالارتهان للخارج، إلى خداع الرأي العام العالمي وكسب التأييد الدولي لجرائمه التي يرتكبها ضدّ المعارضين، بيد أنّ المعارضة بكافة تلاوينها لم تجنح لعملٍ إرهابيٍّ واحد على الإطلاق، وأنّ ما يوجد هو دفاعٌ مقدّس عن النفسِ والعِرض والمقدسات، ومقاومة حسينيّة للظلم والاحتلال، وهو أمرٌ فطريّ ومشروع، أجمعت عليه الكتب السماوية، وأقرّته القوانين الدولية.
واستطرد المنامي: النظام الخليفي هو من يمارس الإرهاب الرسمي ضدّ شريحة واسعة من المواطنين الأصلاء، ويداهم منازلهم بشكلٍ يومي، وينفّذ إعدامات ميدانيّة بحقهم خارج نطاق القانون، بهدف بثّ الرعب والفزع بينهم، وتعميم حالة الخوف والهلع، لكنّ الشعب البحرانيّ واجه الإرهاب الرسمي برباطة جأش، وبصمودٍ قلّ نظيره، تجلّى في أبهى صوره من خلال كلمات أمهات الشهداء اللواتي، وعلى الرغم من الفاجعة التي حلّت عليهن، وقفن شامخات صابرات على أجساد أبنائهن مردّدات ما قالته السيدة زينب بعد مقتل أخيها الإمام الحسين «عليه السلام»: ما رأيت إلا جميلا.
واختتم القيادي في الائتلاف حديثه بتأكيد أنّ الثورة في البحرين لن تنكسر أمام غطرسة النظام الخليفي والمحتل السعودي المدعومين أمريكيًّا وبريطانيًّا، بل إنّ قرار الشعب هو الاستمرار في الثورة حتى ينال حقه في تقرير المصير ويُمكّن في اختيار نظامه السياسي الجديد، وفق ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء الشعبي الذي جرى في شهر نوفمبر عام 2014م.