أكّدت القوى الثوريّة المعارضة أنّ ثورة الشعب البحرينيّ التي انطلقت وعمّدت بالدم الزاكي لا يمكن أن تهزم.
جاء ذلك في كلمتها التي ألقيت في حفل التأبين المركزيّ ببلدة الدّيه يوم أمس السبت 7 فبراير/ شباط 2015 بمناسبة الذكرى السنويّة لاستشهاد الشهيد الأوّل علي المشيمع والشهيدين الجزيريين، وجاء في الكلمة: تقترب الذكرى الرابعة لثورة الرابع عشر من فبراير المجيدة حاملة ذكرى الشهداء الأبرار، الذين جعلونا نسمو في فضائهم الملكوتيّ، وإذ تنتهز القوى الثوريّة المعارضة «ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، تيّار العمل اﻹسلاميّ، حركة خلاص، حركة أحرار البحرين، حركة حقّ، تيّار الوفاء الإسلاميّ» هذه المناسبة، لتقدّم لشعب البحرين العظيم وأسر الشهداء بأحرّ التعازي لفقدهم أعزائهم، وبالتبريكات بهذه المناسبة العظيمة على قلوبنا، حيث انطلقت ثورة الغضب وزادت زخمًا عندما سقتها دماء الشهيد الأوّل في الثورة الشاب المقاوم علي مشيمع، التي أرعبت الدكتاتور حمد وزمرته الدمويّة، وقضّت مضاجعهم.
ووصفت القوى الثوريّة المعارضة ثورة الشعب البحرينيّ على النظام الخليفي بمثابة استفتاء على فقدان هذا النظام اللقيط والغريب عن تراب بحرين الحبيبة لأيّ شرعيّة، فتبقّت له فقط شرعيّة الرصاص والقتل.
وعاهدت هذه القوى الثورية الشهداء وأسرهم والضحايا والمغيّبين خلف قضبان السجون بأنّ يوم القصاص قادم ولا مفرّ من محاكمة الطاغية حمد وزمرته القتلة.
وخاطبت القوى الثوريّة الشهيد المقاوم علي مشيمع بالقول: لك منّا يا فاتح عهد الحريّة والكرامة، لك منّا أيّها المقاوم البطل، يا هدير الوطن السليب، وصوت الضمير الذي هزّ وجدان الشعب، لك منا ولصحبك الشهداء الخالدين، للجزيريّين وهاني و بدّاح، للسيّد هاشم والموالي ورضا بو حميد، لخضير وشيوخ قضوا إعدامًا وغدرًا برصاص الباغي، لقوافل الشهداء، لرأس فرحان الذي فضخ بغدر عصابات الطاغية حمد، لكم منّا عهدًا بأن يبقى شعبكم على درب دمائكم الفوّارة، لكم منّا يا شهداء الثورة الأبرار عهدًا وقسمًا ألّا نهدأ ولا نستكين ولا نعفو عن القتلة ولا نصافح الجلّاد، فالوفاء لكم هو الوفاء للأهداف التي ضحّيتم من أجلها وذكراكم تعني ألّا يذهب دمكم هدرًا ولن يذهب هدرًا بإذن الله، ما دامت إرادة هذا الشعب المقاوم الصابر هي الحاكمة.
وفي كلمتها هذه أكدت القوى الثوريّة على إحياء ذكرى الشهداء ورفع صورهم فوق كلّ راية ترفرف في الوطن، وفي كلّ مسجد وشارع ومأتم، وأنّه لابدّ من التذكير بالأهداف التي ضحّوا من أجلها، فدماؤهم أمانة لن تضيع.
كما شدّدت القوى الثوريّة في كلمتها على الاستمرار في ملاحقة القتلة والاقتصاص منهم، وعلى رأس أولئك القتلة الدكتاتور حمد وزمرته الذين باشروا وأشرفوا على علميّات القتل والتعذيب والإعدامات في الشوارع وأقبية السجون.
وأوضحت القوى الثورية المعارضة أنّ الشعب البحرينيّ الذي تدخل ثورته عامها الخامس في ظلّ عنف متواصل من النظام المجرم المدعوم من قبل قوّات الاحتلال السعوديّ الغازية، وبغطاء أمريكيّ وغربيّ، يعيش محنة في ظاهرها البلاء الكبير لكنّ بعون الله الفرج القريب والتحرر الشامل من براثن المحتلّ السعوديّ والقضاء على عصابات حمد الإرهابيّة التي لم تعد قادرة على الاستمرار أمام الضربات القاصمة التي يسدّدها شعبنا لها كي يعيش شعبنا والأجيال
القادمة الحريّة والكرامة والاستقلال الحقيقيّ، فصبرًا يا شعبنا المقاوم، صبرًا يا أشرف الناس.
وفي ختام كلمتها دعت القوى الثوريّة المعارضة في البحرين جماهير الشعب لأكبر استعداد لإحياء ذكرى الثورة وذلك بالمشاركة الواسعة في كلّ الفعاليّات الثوريّة الميدانيّة وخصوصًا إضراب الإباء المزمع القيام به في تاريخ 12 و 13 و14 من شهر فبراير.