بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، والصلاةُ والسلام على أشرف الخلق والمرسلين أبي القاسم محمّد وعلى
آل بيته الطيّبين الطاهرين
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ
قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ".. آل عمران / 173.
تواترت الأنباء القطعيّة والموثقّة في الآونة الأخيرة، حول مشاركة مرتزقة أجانب من دولٍ عربيّة
وأجنبيّة شتى في قمع ثورة الكرامة، والتنكيل بأبناء الوطن، وحصار المدن والبلدات، واستباحة
حرمات البيوت، وهدم المساجد، وحرق القرآن وتدنيسه، وغير ذلك من جرائم ضدّ الإنسانيّة
وانتهاكات فظيعة للحريّات والحقوق بحقّ شعب البحرين الأبيّ.
ومع تسارع وتيرة الأحداث في الساحة البحرانيّة، يوّجه الائتلاف الرسائل التالية لمن يعنيه
الأمر:
الرسالة الأولى: لأنظمة الجاهليّة الأولى والقبليّة المتوحشة: لم يكن يعترينا، نحن في الائتلاف أيّ شكّ في يومٍ من الأيّام حول الدور الإجراميّ للمحتلّ السعوديّ فوق أرض بلادنا، ومساندته لكيان العدو الخليفيّ في قمع ثورتنا المجيدة، فمنذُ عقود طويلة وهذا هو ديدن النظام السعوديّ الرجعيّ والمتخلّف؛ بممارسة دور القبيلة الجاهليّة
المتوحشة، حيث وظّف البترودولار في تفتيت العالم الإسلاميّ، ونشر الفكر التكفيريّ والإرهابيّ
في أصقاع الأرض.
اليوم،تتكشف لأبناء شعبنا حقائق موثّقة، سبق وأن عايشها، بل تتكشف الحقيقة للعالم أجمع، بأنّ
كيان العدوّ الخليفيّ الحاكم بالنّار والحديد، هو مجرّد نظام كرتونيّ هش وهزيل، قد
شارف على السقوط مع اندلاع ثورة 14 فبراير، وما استجداؤه تدخّل الجيش السعوديّ، واستعانته
بقوّات إماراتيّة، وأردنيّة، وباكستانيّة، وبعثيّة صداميّة، وغيرهم من المرتزقة الأجانب،
إلا محاولة بائسة وحمقاء وغبيّة لإنعاش هذا الحكم من موت محتّم، وسقوط مدوّي بإذن الله
تعالى في القريب العاجل.
نقول لكلّ من أرسل مرتزقته، وعصابات الإرهاب والقتل إلى وطننا البحرين: إن كنتم تملكون ذرّة
من الرجولة، والنخوة العربيّة، والانتماء للإسلام كما تدّعون، فهذه فلسطين أمامكم فلترسلوا
إليها جيوشكم، ولتحرروا القدس الشريف من الاحتلال الصهيونيّ، ولتنقذوا الشعب الفلسطينيّ
من ويلات مضى عليها أكثر من ستين عاماً.
أما نحن في البحرين، فقد شهدنا قوّاتكم ومرتزقتكم وما تسمّونهم بـ " البواسل
"، لا يملكون الشجاعة إلا لضرب النساء والأطفال وهتك الأعراض، وأما في سوح المواجهة
والنزال فإنّهم يفرّون كالجرذان من أمام قبضات ثوّارنا الأبطال، فعودوا بمرتزقتكم من
حيث أتيتم بهم، وإلا أنتم وأنتم فقط – يا أنظمة الجاهليّة – من تتحملون تبعات وجود
مرتزقتكم وعساكركم الغازية فوق أرضنا الطاهرة.
الرسالة الثانية: للشعوب الخليجيّة والعربيّة والإسلاميّة:
إنّ ثورتنا في البحرين ثورة شعب مسلم ومسالم، انطلقت مطلع العام 2011، ضمن موجة ثورات الربيع
العربيّ، رفع فيها شعبنا مطلبه بحقّ تقرير مصيره، وبناء نظامه السياسيّ والديمقراطيّ
بإرادة حرّة وكريمة.
فنحن في الائتلاف نخاطبكم كشعوب توّاقة للحُريّة، ونخاطب قوى مجتمعكم المدنيّ الحيّ وأحزابكم
السياسيّة ونخبكم المثقّفة، سواء في دول الخليج كالسعوديّة والإمارات، أو في الدول
العربيّة كالأردن واليمن، أو في الدول الإسلاميّة كباكستان: فلتتحملوا مسؤوليتكم الوطنيّة
والعربيّة والإسلاميّة، ولتعملوا على الضغط من أجل سحب أبنائكم المتورّطين في قمع شعبنا
المظلوم وانتهاك حريّاته وحقوقه. فتمسّكنا بسلميّتنا القرآنيّة هو الوجه الآخر لتمسّكنا
بحقّنا المشروع في مقاومة كلّ محتلّ وغازٍ لأرضنا.
الرسالة الثالثة: لأبناء شعبنا العزيز والمقاوم:
هذه ثورتكم المجيدة تمضي في عامها الرابع، وتمضون معها بخطى الواثقين بالله والمتوكّلين
عليه، لقد جمع لكم العدوّ الخليفيّ جيوشاً من المرتزقة جلبهم من أصقاع الأرض ليحمي
عرشه المتهالك، وليرهبكم ويخمد صوت ثورتكم، ولكن أبيتم إلا أن تمضوا فيها شامخين ثابيتن
رغم الجراح، والفتك، والقتل، والحصار، والمطاردة، فصبرتم وصمدتم، ونعم الصبر صبركم
ونعم الصمود صمودكم، وإنّ شعباً مؤمناً وصابراً وصامداً مثلكم، سيكونُ النصر الإلهيّ
حليفه، وهذا الوعد الربانيّ يتجلّى أمام نواظركم بعد أنْ تخرجوا مرفوعي الرأس من الامتحانات
والبلايا التي تذللت أمام إرادتكم الصلبة وعزمكم الراسخ وإيمانكم الثابت، وهاهي البُشرى
الإلهيّة قاب قوسين منكم، حيث قال عزّ وجلّ "وبشّر الصابرين"، وما النصرُ
إلا من عند الله.
اللّهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لهم قدم صدقٍ
عندك يا كريم.
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير .
الثلاثاء 8 أبريل / نيسان 2014م.
البحرين المحتلّة.