بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم، لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين. صدق الله العلي العظيم
لقد طرأت مستجدات كثيرة وخطيرة في بحريننا الغالية خِلال الأيام القليلة الماضية، ومن هذا المنطلق نود أن نعلن من خلال هذا البيان بعض المواقف، إلى جانب التطرق لبعض النقاط الهامة:
أولاً: إنجازٌ كبير في جمعة الزحف وسبت التحرير:
إنّ ما سجله شعبنا من بطولةٍ وإنجاز عظيم في جمعة الزحف وسبت التحرير، هو أمرٌ متقدم وأكبر من أنْ يوصف بالكلمات، فلقد نجحت جماهير الثورة في قلب الطاولة على رأس النظام الخليفي الفاقد للشرعية، وأثبتت بأنها الأقدرُ على هزيمة عساكره ومرتزقته، وسطرت جماهير الثورة في محيط ميدان الشهداء ملاحماً بطولية أجبرت النظام الفاسد على الاستنفار الشامل واستقدام جيوش أجنبية جديدة، ورغم كل ذلك، استطعنا رصد حالات وصول لميدان الشهداء ومحيطه، مما أدى لانهيار النظام على المستوى النفسي والميداني، وشعر بحقيقة وهنهِ وضعفه، فــــتجاوز بعدها كــــل الحدود فــي تعديه الأثيم على الــــمواطنين، وشـــــن هُــــجوماً إجـــــرامياً شــــنيعاً على حرائر الثورة في مجمع السيتي سنتر، وتخلى عن عروبته وصار يُنازِلُ النساء دون اكتراث لعُظم الجريمة، وتمادى في الاعتداء عليهن، حتى بلغ به الأمر أن قام بضربهن وتقيدهن ورميهن على الأرض ثم زجّ بهن في السجون في مشهدٍ تفطرت له القلوب، وهذا ما يؤكد بأن النظام استنفذ أوراقه وهذه صرعات السقوط رغم الدعم الدولي الذي لا زال ينعشه، فما حدث في السنابسِ من انتهاكٍ صارخٍ ومحاربة الأطفال والتعدي السافل على الفتيات والأمهات، والتعدي على الأنفس والممتلكات بشكلٍ مفتعلٍ رخيص، إلى جانب جريمة الحرق المتعمد للمواطنين داخل المنازل ومنعهم من الخروج أثناء اشتعال الحريق بغية قتلهم حرقا، لهو الدليل القاطع على أن إجرام هذا النظام فاق إجرام الديكتاتوريات التاريخية التي تمادت في هدرها للأرواح وتعـاملهــا الغــير إنــساني مــع النــفس البــشرية، وهــذا يــعزز ما نــراه مـــن نهاية قريبة للنظام، وما تخبطه الأعمى إلا إثباتٌ جليٌ على صراعه في الظلام، لأنه فقد البصر والبصيرة وأوشك على السقوط الكامل، وهذه الجرائم الكبرى هي آخر ما يستطيع فعله بعد أن استنفذ سُبُله للحفاظ على بقاءه، وقد أعلن رسمياً في جمعة الزحف وسبت التحرير فشله من السيطرة وإخماد ثورة الكرامة.
ثانياً: حق العودة للميدان
يعتقد النظام الفاسد بأن أسلوبه الهمجي الدموي قادرٌ على منع الإرادة الشعبيةِ من تحقيق أهدافها، وهذا ما لا يقرّ بهِ علمٌ ولا منطقٌ ولا عقل ولا تاريخ، فالإرادة الشعبية دائماً وأبداً تبقى الأمضى والأقدر على صنع المستحيل، والترسانة الحربية لا يمكنها مقاومة الدم الثائر في العروق، فالدمُ هو المنتصر، والعزيمة الثورية لهذا الشعب الجريح قادرةٌ على الوصول للميدان وتحقيق أهدافها، وستنجح قريباً في طرد الاحتلال من البلاد، وسيكونُ تحرير ميدان الشهداء برسم جماهير الثورة عاجلا، فليستعد شعبنا الثائر لموعد اللقاء تحت ظلال اللؤلؤ الذي سيبقى شامخاً يُظللُ الجميع بظلال الكرامة والعزة والشرف، ونؤكد هنا بأن الوصول للميدان خطوة رئيسة سنعملُ عليها بكامل الجدية حتى تحقيقها، وستليها خطوات النصر المؤزر القريب بإذن الله.
ثالثاً: المحاكمات الباطلة
إن ما صدر مؤخراً من أحكامٍ باطلةٍ بحق الكادر التعليمي والمواطنين الشرفاء نعده تمادياً في سياسة الإجرام الخليفي الممنهج، كما نعتبرُ الحكم الجائر بحق البطل الشريف الأستاذ مهدي أبو ديب رئيس جمعية المعلمين والأستاذة جليلة السلمان بمثابة الطعنة في خاصرة الحقل التعليمي في البحرين، ونُحذر من مغبة التمادي وإدانة الكادر الطبي الذي كان جرمه الوحيد هو تقديمه العلاج للجرحى، ونعلن رفضنا التام والكامل لكافة الأحكام التي صدرت وستصدر بحق المواطنين في محاكم النظام الفاقد للشرعية، وسنقفُ موقف التحدي لهذه الأحكام إلى أن تسقط ويسقط معها النظام الخليفي بإذن الله.
رابعاً: نفذ الصبر
اتبع شعبنا العظيم منذ انطلاق ثورة الكرامة في الرابع عشر من فبراير وحتى اليوم أعلى مراتب ضبط النفس، وآمن بالنهج السلمي كخيار رغم كل الألم والعنف والإرهاب الذي مُورس ضده، ورغم المجازر والاعتداءات التي طالت حتى الشعائر الدينية فضلا عن حرمات دور العبادة والمنازل والمستشفيات إضافة إلى المدارس والجامعات، ولكننا اليوم وبكلِ شفافية ووضوح نقولها للديكتاتور حمد بأنّ الأعراض دونها الدماء، وندعو الجميع لتحمل المسؤولية، وهنا نصطف مع علمائنا الفضلاء المعتصمين في حوزة السيد جواد الواداعي "حفظه الله وأبقاه ذخراً وسنداً للاسلام والمسلمين"، فما حدث من تطور خطير وانتهاك صارخ لحرمة الأعراض في مجمع سيتي سنتر وفي جامعة البحرين وفي بلدتي السنابس والبلاد القديم، لن نسمح أن يمرّ مروراً عابراً، فالسلميةُ خيار وتقديم الروح رخيصة في سبيل صون العِرض شرّعه العقل وعززه الدين، لذا وبعد التوكل على الله وبعد إحراز الجانب الشرعي، نُعلنُ عن تدشين مرحلة متقدمة جداً من مراحل الدفاع المقدّس، تكونُ أكثر ردعا ووجعاً على النــــظام، فــــمن حق جماهير الثورة أنْ تستخدم كل ما منْ شأنه أنْ يدفع عنّ الأنفس والأعراض والمقدّسات الخطر، فما عاد هناك مجالٌ للسكوت والتفرج، ولن ننتظر دعماً وموقفا من المجتمع الدولي الذي تحكمه ازدواجية المعايير والمصالح، ولن ننتظر المنظمات لكي تنصفنا، فمن تابع ثورة البحرين يعرف ويعلم علم اليقين مدى تحضرنا وسلميتنا وإنسانيتنا، ونقولها بشكلٍ صريح لكل المواطنين: لا تقبلوا السكوت على ما حدث وما يحدث من جرائم وانتهاكات خطيرة مسّت الأعراض، وعلى الجميع أنْ يتحمل المسؤولية ويبادر بالرد الحقيقي والردع بكل الوسائل المتاحة ولا تأخذكم في ذلك لومة لائم، وندعو لابتكار كل ما هو موجع ومؤلم، فلن نقبل أن تُسبى النساء ونحنُ نتفرج، وهذا تحذير مباشر للنظام، فأرواحنا رخيصةٌ في سبيل صون العرض والشرف والعزة والكرامة، ونرحب وندعم كافة البيانات التي صدرت بشأن الردع الحقيقي الذي سيطال المعتدين على أعراضنا وبيوتنا ومساجدنا ومناطقنا.
ختاماً:
ندعو كافة أبناء شعبنا الغيور للتقدم إلى الأمام في مواجهة اليد التي اعتدت على الأعراض، وتسديد كل ما هو موجع للمعتدين، وأن لا تتهاونوا أو تترددوا في طرد المحتلين من مناطقكم، لا تجعلوا الحسابات السياسية هي المتحكمة فيما تبادرون وتفعلون، فلتسقط كل الحسابات السياسية تحت أقدامكم وانتصروا لأعراضكم، فعّلوا كافة الخيارات المتقدمة في الردع والدفاع المقدّس، اقطعوا المخالب المجرمة التي جرّحت في جسد الشعب طيلة المراحل السابقة، وكونوا على يقين قاطع بأنكم حينما تكونوا أقوياء أشدّاء وتنتصرون لدينكم وأعراضكم، سيكونُ الله ناصركم ومعينكم ومسدد على طريق النصر خطاكم، وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الجبار.
اللهم ارحم شهدائنا الأبرار واجعل لهم قدمَ صدقٍ عندك يا كريم…
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الاثنين 26 سبتمبر / أيلول 2011م