تاريخ اليوم : 03 ديسمبر 2024

ثوار البحرين يتكلمون: مقابلة حصرية مع ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير في البحرين

على الرغم من الادعاءات بفشل ثورة
البحرين، فان الواقع يظهر ان الاحتجاجات السلمية، وحملة العصيان المدني،
والقوة المعارضة لحكم آل خليفة في قمتها في الوقت الحاضر، إذ فشل اعتماد
النظام على العنف المفرط في قمع الروح الثورية أو في القضاء على المعارضة
في البلد. وإذا دل على أي شيء، فان الحصار الوحشي المفروض على المواطنين
منذ العام الماضي عزز عزيمة المعارضين للنظام وإصرارهم على الأستمرار في
الاحتجاج. ومن بين المجموعات الأكثر تصميماً على إبقاء الثورة مشتعلة هي
ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير، وهي شبكة سياسية مجهولة الهوية لا مركزية،
تعمل على تنسيق النشاط السياسي والاحتجاجات منذ شهور. وبينما حاولت وفشلت
الجمعيات السياسية الأقدم والناشطة في العلن في البحرين، مثل الوفاق
والوعد، في التفاوض مع الحكومة خلال العام الماضي، فان ائتلاف 
شباب ١٤ فبراير نجح في كسب الشرعية الشعبية بشكل ثابت بسبب إلتزامه
بالمبادئ والعمل الثوري. ولخوفه من الاعتقال، فان الائتلاف يقوم بتنسيق
جهوده بشكل أساسي عبر وسائل الاعلام الأجتماعية، وعلى الأخص تويتر وفيس
بوك. وإلى حد الآن، فهم يتجنبون، حذراً، التكلم مع وسائل الأعلام بشكل
مباشر. 

١)
كيف تصفون شباب ١٤ فبراير؟ ما هي الجهات الممثلة في الائتلاف؟ وما مدى
شعبية الائتلاف؟

شباب ١٤ فبراير هم كل الثوّار
الذين لم يتركوا الميدان، منذ أن أشعلوا الشرارة الأولى لثورة شعبية عارمة
في الرابع عشر من فبراير عام ٢٠١١. أما الائتلاف فهو وليد هذه الثورة
المجيدة ويتشكل من بعض مجاميعها الثورية الفاعلة، ويستمد شعبيته من شعبية
الثورة وأهدافها .

٢) ما هي علاقة الائتلاف بقوى
المعارضة الأخرى، وعلى الأخص ما هي علاقته بجمعية الوفاق؟

 تقوم علاقة الائتلاف مع
كافة أطراف المعارضة على مبدأ الاحترام والتكامل، وتثمين كافة الجهود
النضالية التي تبذل من أجل صون حقوق الشعب وتقرير مصيره كحق سنته
التشريعات والقوانين الدولية .

٣) إضافة: ما هي علاقتكم
بالقوى السياسية غير المسجلة كحركة حق وتيار الوفاء وحركة أحرار البحرين؟

توجهنا في الائتلاف هو التعاطي
الإيجابي مع كافة أطراف المعارضة بما يخدم الثورة وأهدافها، والإستفادة من
جميع الخبرات والأراء، والإصرار على رص الصفوف الثورية، وتوجيه السهام
للعدو الأوحد وهو النظام الخليفي الدموي.

٤) ما هي أهداف الائتلاف؟
هل الائتلاف مصمم على إسقاط نظام آل خليفة، أم أن هناك إمكانية للتوصل إلى
تسوية مع الحكومة؟

الهدف الأول والنهائي الذي يناضل
من أجله الثوّار هو تحرير الأرض من الإحتلال السعودي وإسقاط النظام
الخليفي الفاقد للشرعية الشعبية والدستورية، ومن ثم يترك للشعب أن يقرر
مصيره بنفسه ويختار النظام السياسي والاقتصادي الذي يلبي طموحه وتطلعاته.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ندخل في أي تسوية مع هذا النظام المنتهك
لحقوق الإنسان. فنحن عازمون على تحرير وطننا الغالي من الديكتاتورية،
وبناء وطن العدل، والكرامة، والمساواة بين جميع المواطنين.

٥) ما هي مطالب الائتلاف؟

إن مطالب الائتلاف تتمثل بما نص
عليه
ميثاق اللؤلؤ
من أهداف، وهي كالتالي: 

  • إسقاط
    النظام الخليفي القبلي الفاقد للشرعية، ومحاكمة أركانه ورموزه على ما
    ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب والوطن، وعلى رأسهم الديكتاتور
    حمد. 
  • تأكيد
    حق الشعب في تقرير مصيره واختيار نوع النظام السياسي الذي يلبي تطلعاته
    وطموحه.
  • حل
    الأجهزة الأمنية في الدولة، وإعادة هيكلتها ضمن قطاع أمني مستحدث، يضمن
    سلامة المواطنين وأمنهم. 
  • تشكيل
    قضاء مستقل ومنصف. 
  • تكريس
    مبدأ فصل السلطات الثلاث ( التشريعية – التنفيذية – القضائية).
  • صون
    اللحمة الوطنية وحفظ النسيج الاجتماعي، وتعزيز العدل والمساواة، وحظر
    التمييز بين أبناء الوطن.
  • إيجاد
    حل واقعي ومنصف لقضية التجنيس السياسي الممنهج، التي كرسها النظام القمعي
    لتشويه الهوية الأصيلة والتركيبة السكانية الأساسية للبلد.
  • الحفاظ
    على الهوية الإسلامية وعروبة البحرين.
  • تشكيل
    هيئة وطنية للإشراف على انتخاب أعضاء مجلس تأسيسي، يعمل على صياغة دستور
    جديد للبلاد، وذلك بعد إسقاط النظام الخليفي.
  • التأكيد
    على التوزيع العادل للثروات، وصيانة ثروات الوطن ومكتسباته للأجيال
    القادمة.

٦) ما هو موقف الائتلاف من استخدام
العنف؟ كيف تردون على من يستنكر عليكم استخدام (المولوتوف)، وتعريض أرواح
سائقي السيارات للخطر، وإتلاف الأملاك العامة والخاصة؟

لم يتعرض الثوّار لسائقي السيارات
ولا للأملاك العامة ولا الخاصة. أما الدفاع عن النفس والعرض والوطن فهو
أمر مشروع كفلته كافة الأديان السماوية والقوانين الوضعية في ظل الأحتلال
وممارسة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والمقدسات. فمن غير المنطقي
وغير المنصف أن يتعرض شخص ما للخطر ويطلب منه أن يبقى مكتوف الأيدي والا
يدفع هذا الخطر عن نفسه، وخاصة مع الصمت الدولي غير المبرر والدعم
الأمريكي للممارسات القمعية والإحتلال السعودي في البحرين.

٧) مع تزايد القبضة
الأمنية على القرى وقمع المظاهرات من قبل النظام، ما هي أكبر التحديات
التي تواجهكم؟

كلما ازدادت القبضة الأمنية شراسة
وإمعاناً في الوحشية، كلما تضاعفت عزيمة الثوّار وثباتهم. وها قد مر عام
كامل لم يترك فيه النظام الخليفي جرم بحق المواطنين إلا ارتكبه، بل طال
إجرامه حتى بعض المقيمين الأجانب في البلد. ومع ذلك بقى الثوّار صامدين في
كافة الميادين. ومن أكبر التحديات التي تواجهها الثورة هو الدعم الأمريكي
لهذا النظام الديكتاتوري وتغاضي الولايات المتحدة عن كل الإنتهاكات
والجرائم التي لا تتوقف. والأمر الثاني هو التضليل الإعلامي الممول
سعودياً لتشويه الثورة المظلومة في البحرين. ورغم هذه التحديات فإن زمام
المبادرة في الحراك الميداني هو في يد الجماهير أكثر من أي وقت مضى، بينما
الاحتلال السعودي والنظام الخليفي ومرتزقته يعيشون أسوأ أوضاعهم بسبب
فشلهم في كبح جماح الثورة التي لا زالت مستمرة بكامل جذوتها رغم ما تعرض
له الشعب البحريني من حرب إبادة على كافة المستويات. 

٨) ما هي الرموز والمبادئ السياسية
الأكثر تأثيراً على الائتلاف؟ ممن يستوحي ويستلهم الائتلاف تحركه؟

نؤكد بأن الائتلاف ولد من رحم هذه
الثورة الشعبية المجيدة بجهود شبابية مستقلة، متجرداً من الألوان الحزبية
والطائفية، متشحاً بألوان الوطن كافة، قاطعاً عهد الوفاء للشهداء،
والجرحى، والأسرى، ولأبناء الوطن جميعاً، ولتراب أرض البحرين الحبيبة،
ملتزماً بمواصلة درب النضال، والكفاح، والعمل الثوري حتى تحقيق هدف الثورة
المتمثل في إسقاط النظام الخليفي ونيل حق تقرير المصير.

٩)
يصف الكثير من المراقبين الغربيين بأن انتفاضة البحرين انطلقت لأسباب
طائفية؟ ما ردكم على من يتهم تحرككم بالطائفية؟

هذه كذبة كبرى يسعى النظام الخليفي
الطائفي من خلالها تضليل الرأي العام العالمي بهدف تشويه صورة الثورة
المشروعة سواء في المحافل الدولية والإعلامية أو في مراكز القرار الأممية،
فضلاً عن التعتيم على ممارسته في التمييز الطائفي والعنصري بحق أبناء
الوطن الواحد جميعهم، بينما الحقيقة أن الثورة شعبية – بامتياز – ضمت بين
أحضانها كافة المواطنين من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية.

 وأبرز رد على هذه
الأكاذيب بأن أول معتقل سياسي بعد انفجار الثورة هو من الطائفة السنية
الكريمة وهو الأستاذ محمد البوفلاسة، الذي تم اختطافه على يد مرتزقة
النظام بعد مشاركته بكلمة ألقاها من فوق منصة ميدان اللؤلؤة مطالباً فيها
بالحرية والديمقراطية والمساواة بين المواطنين كافة.

  ثم: كيف تكون الثورة
طائفية ومن أهدافها أن يكون المواطنون (سنة وشيعة) سواسية في الحقوق
والواجبات، أضف إلى هذا بأن الشعار الأبرز والأهم الذي رفعته الثورة – منذ
انطلاقتها – هو: ( أخوان سنة وشيعة وهذا الوطن ما انبيعه).

١٠) إضافة: هل الحركة تضم معها سنة
أو غير إسلاميين، أو برامج الائتلاف مؤيدة من قبلهم ؟

قطعاً الثورة تضم كافة شرائح
المجتمع سواء من المسلمين السنة والشيعة أومن الليبراليين والوطنيين، بل
تضم أفراداً من مختلف مكونات ومشارب هذا الشعب وانتماءاته الإيديولوجية
والفكرية والسياسية، ويلقى برنامج الائتلاف ومنهجه الثوري صداه الطيب في
نفوس الجميع.

١١) رغم عدم وجود اثبات على التدخل
الخارجي ومع تأكيد اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق بعدم الحصول على دلائل
على التدخل الإيراني في الثورة، كيف تردون على من يتهمونكم بأن حركتكم
تعكس الإرادة الإيرانية؟

هذه شماعة يعلّق عليها النظام
الخليفي فشله وخواءه، وذلك نتيجة لسقوط شرعيته الشعبية والدستورية.
فالثورة في البحرين ابتدأت برفع مطالبها الديمقراطية منذ عشرات السنين، بل
حتى قبل ولادة النظام الجمهوري الإسلامي في إيران، وتجددت جذوتها في
الرابع عشر من فبراير، ليستكمل الأبناء المسيرة التي ابتدأها الآباء
والأجداد.

 بالتالي فإن الأنظمة
الديكتاتورية – كالنظام الخليفي – تتجلى ديدنها طوال التاريخ في وصم كل
الثورات الشعبية المناهضة لها، بأنها تحمل أجندات خارجية كي تبرر قمعها
الوحشي وغير الإنساني لها .

١٢) في رأيكم إلى أين ستؤول الثورة
البحرينية وكيف ستنتهي؟

نحن على يقين قطعي بأن النظام
الخليفي – في نهاية المطاف – ساقط لا محالة، وأن ثورتنا ستتوج بالنصر
المظفر – بإذن الله – وسننال حقوقنا الديمقراطية المشروعة، وستكون نهايتها
إلى خير هذا الشعب وصلاحه، الذي قدم الكثير من التضحيات من أجل أن يعيش
بحرية وكرامة، من دون هذا النظام الخليفي الديكتاتوري، وأن يصون حقوق
الأجيال القادمة.