14 فبراير 2012 .. الموجةُ الثانيةُ من الطوفانِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
إلى جماهيرِ شعبِنا الصابرِ الشجاعِ، إلى أهلِ الصمودِ والعزّةِ، إلى أهل الوفاء بالعهد، الأحرار الذين ضحوا بأبناءهم وأموالهم وجل ما يملكونه في سبيل الدين والوطن.
السلامُ عليكُم ياشعبَ أوّال ورحمةُ اللهِ وبركاتُه..
السلامُ على الصاعد الأول لقافلة شهداء الثورة، الشاب البطل علي المشيمع الذي ألهب الثورة بنزفه واستشهاده، السلام على قاهرِ الجيوشِ ومدرّعاتِها، الشهيدِ القائدِ المحرّرِ عبدالرضا بوحميد، السلام على الرأسِ المفضوخِ للحاجِ الشهيدِ عيسى عبدالحسن، السلام على دماءِ الصونِ والعفافِ(الدماءِ العفيفةِ والمصانةِ): دم الشهيدةِ الأولى بهيّة العرادي التي أريقت وروحها التي أزهقت.
السلامُ على رونقِ الصبا والشبابِ، الشهيدِ المهشّمِ الأضلاعِ علي بدّاح، السلامُ على البراءةِ المسلوبةِ، والطفولة المغصوبة، السلامُ على الشهيدةِ الدرة المغدورة ساجدة فيصل جواد، السلامُ على من أبحروا إلى جنانِ الخلدِ، ورسموا لنا الدربَ، وأسّسوا لنا الشعارَ والمبدأّ .. إنّ عطاءّ الدمِ ثمنُ الحريّةِ .. السلامُ على شهداءِ ثورةِ الرابعِ عشرَ من فبراير المجيدة.
أنتم أيُّها الشهداءُ، لا يزال شذى دمائِكمُ الحمراء فوّاحاً، ومسكها لا يزال يضوعُ في أرجاءِ وطنِنَا، ولا تزالُ صرخاتُكُم مدَويّةً في شوارِعِنا وأزقّتِنا،وصداها يتردّدُ في قلوبُنا، وذكراكُم خالدةً في نفوسِنا، وإنّهُ لوعدٌ، أن نسيرَ على خطاكُم، فقد أضحى دربُ ذاتِ الشوكةِ بعدَ سقيِ دمائِكُم له مليئاً بالأزاهيرِ والعطرِ، فما أحلاهُ من دربٍ وما أشذاهُ من عطرٍ، وإنّهُ لنصرٌ أو شهادة.
أيّتُها الجماهيرُ الصامدةُ المرابطةُ .. إنّ الطوفانَ قد بدأَ، ولنْ يهدأَ حتّى يدحرَ العدوَ، لقد تمكّنا في يومنا المجيد الرابع عشر من فبراير من العام الماضي من تفجير منابعِ هذا الطوفانِ فجرفَ كلَّ معادلاتِ النظامِ الساقطِ التي كانَ يحاصرُنا بها، فلم يعُدْ لشرعيّتِه وجودٌ، وبانَ عوارُ مؤسساتِه وخواؤُها، لقد كسرنا ذلك القصرَ الزجاجيَّ الزائفَ الذي كان يروّجُ لكذبةِ الإصلاحِ وهشّمناه للأبدِ، وانتهى كلُّ شيءٍ، وبانَتِ الحقيقةُ، حقيقةُ أنّ نظاماً متوّحشاً، بربريّاً، جاهليّاً، ساقطاً يحكمُ هذا الشعبَ المتحضّرَ المثقّفَ المتقدّم والواعي.
ياشعبَنا الأبيَّ .. ها قد حانَ الموعدُ، واقتربَ يومُنا الذي سيعيدُ مجدَنا ونطلقُ فيه سيلَ طوفاننا، وإنّ لنا فيه لكرّةً ثانيةً، هذه المرةُ قلوبُنا تفيضُ حماساً وإرادةً وشوقاً، إنّه الموعدُ الأكبرُ حيث سنطلقُ الموجةَ الثانيةَ ضدَّ هذا النظامِ القمعيِّ، إنّه الطوفانُ الشعبيُّ الجارفُ لكلِّ هذا النظامِ القاتلِ المجرمِ، لم يكن ْولن يكونَ مجرّدَ شعارٍ، بل هو هدفٌ حقيقيٌّ نسعى له جميعاً ليلاً ونهاراً.
لا إمكانيّةَ لإصلاحِ هذا النظامِ، إنّها مقولةٌ لم يعملِ النظامُ على تكذيبِها، بلْ كلُّ أفعالِه وجرائِمِه أكّدْتَها بحيث لم يعدْ هناك أيُّ إمكانيّةٍ لإصلاحِه. وهذا يثبتُ صوابيّةَ خيارَيْ: إسقاطِ النظامِ، وتقريرِ المصير، اللذين تصدّرا أهدافَ الثورةِ في ميثاقِ اللؤلؤِ، والذي ندعو كافّةَ أطيافِ الشعبِ للانضمامِ إليه وتبنّيهِ كخارطةِ طريقٍ تصلُ بثورتِنا المجيدةِ إلى شواطئِ النصرِ المبارك.
لقد قرّرَ هذا النظامُ الدمويُّ أنْ يكسرَنا بقرارٍ عسكريٍ في 16 مارس 2011 وفشلَ فشلاً ذريعاً، لأنّكُم يا جماهيرَ الثورةِ حطّمْتُم كلَّ الإجراءات التي اتّخذَها هذا النظامُ الخليفيُ المستبدُّ وحلفاؤُه من الشرق والغرب، لذا لا خوفٌ ولا تراجعٌ قيدَ أنملةٍ أمام تهويلِه ووعيدِه.
إنَّ يومَ الرابعَ عشرَ من فبراير يومٌ مفصليٌ في تاريخِ شعبِنا، فهو اليومُ الذي أعادَ الحياةَ له، حياةَ العزّةِ والكرامةِ والحريّةِ، لذا فإنّ لهذا اليومِ مكانةٌ رفيعةٌ عند ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير وننظر لهذا اليوم بصورة خاصة ومميزة، فهو اليوم الذي كسرْنا فيه الحصارَ العسكريَ على بلداتِنا، ومدنِنا وانطلقْنا في الشوارعِ إعصاراً بشريّاً يتّجهُ للتحرّرِ من الذلِّ والاستعباد، إن يوم الرابع عشر من فبراير هو يومٌ مفصليٌّ سنحتفلُ به كلَّ عامٍ، لذا، نعلن لكُم يا جماهير شعبنا ولكلِّ حرٍ أبيّ أنّه، وبدءاً من هذا العام، نعتبر يوم الرابع عشر منْ فبراير هو يوم إجازة وتعطيلٍ رسمي من كل عام، وهو يومٌ للحريّة، يومٌ للعزة، يومٌ للانتصار الكبير القادم بإذن الله العزيز المُتعال.
ياجماهيرَ شعبِنا القابضينَ على جمرِ النضالِ والجهادِ، لقد قدّمْتُم التضحياتِ الجسام في سبيلِ الحريّةِ والكرامةِ، وها هي دماءُ شهدائِنا وشهيداتِنا تناديكم من هناك، حيث ميدانِ الشهداءِ: أن أقدموا ولا تتراجعوا. ولن نخاف، بل سنقتلعُ تلكَ الأسلاكَ الشائكةَ بأيدينا ونرمي بها مع النظامِ المتهالكِ إلى مزبلةِ التاريخ، سنرفعُ رايةَ الدفاعِ المقدّسِ عاليةً خفّاقَةً، وسنلوّحُ براياتِ وأعلامِ الوطنِ أمام أسلحتِهم وسنردُّهم خائبينَ، سنعودُ إلى حيث كنّا، سنرسل الموجةَ الثانيةَ من الطوفان، ونؤسسُ لبلدٍ يحترمُ الإنسانَ، ونقرّرُ مصيرَنا بأيدينا، وبجراحِنا النازفةِ سنُطفِئُ لهبَ بنادقِهم، وبأكفِّنا سنلوّحُ بعلامةِ النصرِ المؤزرِ الذي نوقنُ به، وما النصرُ إلا من عند الله.
اللهم ارحمْ شهداءَنا الأبرارَ واجعلْ لهم قدمَ صدقٍ عندَك يا كريم .
صادر عنْ: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الاثنين 13 فبراير / شباط 2012 م